معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

مهى

صفحة 279 - الجزء 5

باب الميم والهاء وما يثلثهما

مهى

  الميم والهاء والحرف المعتلّ أصلٌ صحيح يدلُّ على إمهال وإرخاءٍ وسُهولةٍ في الشَّيء. منه أمْهَيْتُ الحَبلَ: أرخيتُه. وناسٌ يروُون بيت طرَفة:

  لَعَمْرُك إنَّ الموتَ ما أخطَأَ الفَتى ... لَكَالطِّوَل المُمْهَى وثِنْيَاهُ باليدِ⁣(⁣١)

  وأمْهَيْتُ الفَرسَ إمهاءَ: أرخيتُ من عِنانه. وكلُّ شيءٍ جَرَى بسهولةٍ فهو مَهْوٌ. ولبنٌ مَهْوٌ: رقيق. وناقةٌ مِمْهاءٌ: رقيقة اللَّبَن. ونُطفةٌ مَهْوة: رقيقة. وسيفٌ مَهوٌ: رقيقُ الحدِّ، كأنه يمرُّ في الضَّريبة مَرَّ الماء⁣(⁣٢). قال:

  وصارمٌ أُخْلِصَتْ خَشِيبتُه ... أبيضُ مَهْوٌ في مَتْنهِ رُبَدُ⁣(⁣٣)

  ومن الباب أمهيت الحديدة: سقيتها. يريد به رقَّة الماء. والمَهَا: جمع المهاة، وهي البِلَّوْرة؛ سمِّيت بذلك لصفائها كأنّها ماء. قال الأعشَى:

  وتَبْسِمُ عن مَهاً شَبِمٍ غَرِىٍّ ... إذا يعطى المقبِّلَ يستزيدُ⁣(⁣٤)

  والجمع مَهَوات ومَهَيات. أمّا البقرة فتسمّى مَهاةً، وأظنُّها تشبيهاً بالبِلَّورة.


(١) من معلقته، والرواية المشهورة: «لكالطول المرخى».

(٢) في الأصل: «في الضرسة من الماء»، صوابه ما أثبت.

(٣) لصخر الغى الهذلي في ديوان الهذليين (٢: ٦٠) وشرح السكرى للهذليين ١٢ واللسان (مها، ربد)، وقد سبق في (ربد).

(٤) وكذا روايته في المجمل، وديوان الأعشى ٢١٥ وهو في اللسان (مها) برواية «إذا تعطى المقبل».