معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

بل

صفحة 188 - الجزء 1

  وفي أمثال العرب⁣(⁣١): «اضربوا أميالًا تَجِدُوا بَلَالًا». قال الخليل: بِلّة اللِّسان⁣(⁣٢) وقوعُه على مواضع الحروف واستمراره على النُّطق، يقال ما أحسن بِلّة لسانه. وقال أبو حاتم: البَلَّة عَسَل السَّمُرِ⁣(⁣٣). ويقال أبلَّ العُود إذا جرى فيه نَدَى الغيث. قال الكسائىّ: انصرَفَ القومُ ببَلَّتهم⁣(⁣٤)، أي انصرفوا وبهم بقيّة.

  ويقال اطوِ الثَّوب على بُلَّته⁣(⁣٥) أي على بقيةِ بالٍ فيه لئلا يتكسَّر. وأصله في السقاء يتَشَنَّنّ، فإذا أريد استعمالُه نُدِّى. ومنه قولهم: طويتُ فلاناً على بِلالَه⁣(⁣٦)، أي احتملتُه على إساءته. ويقال على بُلَتَّه وبُلُلتَه. وأنشَدُوا:

  ولقد طويتكُمُ على بُلُلاتِكمْ ... وعلمتُ ما فيكم من الأَذْرابِ⁣(⁣٧)

  قال أبو زَيد: يقال ما أحسَن بَلَلَ الرَّجُل، أي ما أحسن تحمُّله، بفتح اللامين جميعاً. وأمّا قولهم للرِّيح الباردة بَلِيلٌ، فقال الأصمعىّ: هي ريحٌ باردة


(١) هو من كلام طليحة بن خويلد الأسدي المتنبي، قاله في سجعه وقد عطش أصحابه، قال:

«اركبوا إلالا، واضربوا أميالا، تجدوا بلالا» وقد وجدوا الماء في المكان الذي أشار إليه، ففتنوا به. وإلال: فرس طليحة. انظر الجمهرة (٣: ٢١٠).

(٢) ضبطت في الأصل بضم الباء، وفي القاموس واللسان بالكسر.

(٣) في القاموس أن «البلة» بالفتح، نور العرقط والسمر أو عسله. قال: «ويكسر».

وفي المجمل: «والبلة عسل السمر، وربما كسروا الباء، ويقال هو نور العضاه، أو الزغب الذي يكون عليه بعد النور». وفي الأصل: «عسل السم» محرف.

(٤) في اللسان والقاموس: «انصرف القوم ببلتهم، محركة وبضمتين وبلولتهم بالضم، أي وفيهم بقية».

(٥) فيه لغات كثيرة، سردها صاحب القاموس.

(٦) شاهده في اللسان (بلل ٧٠):

وصاحب موامق داجيته ... على بلال نفسه طويته.

(٧) البيت لحضرمى بن عامر كما في اللسان (ذرب، بلل). ويروى للقتال الكلابي كما في الجمهرة (١: ٣٧).