معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

نسم

صفحة 422 - الجزء 5

  كأنَّ لها في الأرض نِسياً تقُصُّه ... على أَمِّها وإنْ تكلِّمْك تَبْلَتِ⁣(⁣١)

  وعلى ذلك يفسَّر قولُه تعالى: {نَسُوا} اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ، وكذلك قوله سبحانه:

  {وَلَقَدْ عَهِدْنا إِلى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ} وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً، أراد واللَّه أعلمُ:

  فتركَ العَهد.

  ومما شذَّ عن الأصلين النَّسَا: عِرقٌ، والجمع أنساء، والاثنان * نَسَيَانِ ويقولون: هو النَّسَا، وهو عِرقُ النَّسا، كلُّ ذلك يقال. قال:

  فأحذَيْتُه لما أتاني بقربة ... كعرق النَّسَا لم يُعط بطناً ولا ظَهْرا⁣(⁣٢)

  وقال بعضهم: الأصل في الباب النِّسيان، وهو عُزوب الشّيء عن النَّفْس بعد حضوره لها. والنَّسَا: عِرق في الفَخِذ، لأنّه متأخِّر عن أعالي البدن إلى الفخِذ، مشبَّه بالمنسىِّ الذي أُخِّر وتُرِك.

  * * * وإذا هُمِز تغيَّر المعنى إلى تأخير الشَّيء. ونُسِئت المرأةُ: تأخَّر حيضُها⁣(⁣٣) عن وقته فرُجِىَ أنَّها حُبْلَى. والنَّسِيئة: بيعُك الشَّيءَ نَسَاءً، وهو التَّأخير. تقول: أنسأتُ.

  ونَسأَ اللَّه في أجلِك وأنسأ أجلَك: أخَّره وأبعده. وانتسؤوا⁣(⁣٤) تأخَّروا وتباعَدُوا.

  ونَسأْتُهم أنا: أخَّرتهم. ونَسأْتُ ناقتي، قال قوم: رفَقت بها في السَّير. ونَسأْتها:

  ضربتها بالمِنْسأة: العَصَا. وهذا أَقْيَسُ، لأنَّ العصا كأنّه يُبعَد بها الشّيءُ ويُدفَع.


(١) المفضليات (١: ١٠٧) واللسان (بلت، نسي). ومجالس ثعلب ٤٢١. وسبق عجزه في (بلت).

(٢) بقربة، كذا وردت في الأصل.

(٣) في الأصل: «تأخرت حملها»، صوابه في المجمل واللسان.

(٤) في الأصل: «وتنساءوا». وفي المجمل: «وانتسأ القوم».