معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

نقط

صفحة 472 - الجزء 5

  في الماء، كدواءٍ⁣(⁣١) أو نبيذ. والمِنْقَع ذلك الإناء. والمِنْقَع⁣(⁣٢) كالقُدَرة للصَّبىّ يُطرح فيه اللَّبن ويُطعَمه. ويقال له مِنْقَع البُرَم، ويكون من حجارة. والنَّقيع: شراب يتَّخَذ من زَبيب، كأنَّ الزَّبيب يُنقَع له. والنَّقِيع: الحَوْض يُنقَع فيه التَّمر.

  والنَّقِيع والنَّقْع: الماء الناقع. وماءٌ ناقعٌ كالنّاجع، كأنَّه استقرَّ قرارَه فكَسَر الغُلَّة. وكذلك النَّقُوع. والنَّقيع: البئر الكثيرة الماء. ونَقْع البئر الذي جاء في الحديث: ماؤها، كأنها قرارٌ له. والأُنقوعة: وَقْبَةُ الثَّرِيد. وقولهم: «هو شَرَّابٌ بِأَنْقُعٍ»، أي مُعَاوِدٌ للأمر مرةً بعد مرة. كذا يقولون، ووجهه عندنا أنّ الطَّائر الحَذِر لا يَرِدُ المَشارِعَ حذَراً على نَفْسه، لكنَّه يأتي المناقع يَشْرَبُ ليَسْلَم؛ وكذلك الرّجُل الكيِّس الْحَذِر، لا يتقحَّمُ إلّا مواضعَ السّلامةِ في أُموره. والنَّقيعة:

  المحض من اللَّبن. فأمَّا النقيعة فقال قومٌ: ما يُحْرَزُ من النَّهْب قبل القَسْم. قال الشاعر:

  إنَّا لنضرِبُ بالسُّيوف رؤوسَهُمْ ... ضَرْبُ القُدَارِ نَقِيعَةَ القُدَّامِ⁣(⁣٣)

  ويقال: بل النَّقيعة: الطَّعام يُتَّخَذ للقادم من السفر، كأَنّه إذا أُعِدّ له فقد نقع أي أُقِرّ. وهذان الوجهان أحسَنُ ما قيل في ذلك، لأنّهما أقْيَس. ويقولون:

  النَّقيعة: الجَزُور تُنقَع عَن عدّة إبل، كالفَرَعةِ تُذبَح عن غَنَم.

  وأمَّا الأصل الآخر فالنَّقيع: الصّرَاخ، وهو النَّقْع أيضاً. ونَقَع الصوتُ:

  ارتفَعَ. قال:


(١) في الأصل: «لدواء»، وأثبت ما في المجمل.

(٢) ويقال منقعة أيضا، كما في المجمل واللسان.

(٣) لمهلهل في اللسان (قدر، نقع، قدم)، كما سبق في حواشي (قدم) حيث أنشد البيت من قبل.