معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

هك

صفحة 12 - الجزء 6

  إليك ابتَذْلْنَا كلَّ وهمٍ كأنَّه ... هلالٌ بدا في رمضةٍ يتقلَّبُ⁣(⁣١)

  ويقولون: الهِلال: سَلْخ الحيّة. والهِلال: طرَف الرَّحَى إذا انكسَرَ منها.

  ويقولون: ثوبٌ هَلْهَلٌ: سخيف النّسج، كأنَّه في رِقَّتِهِ ضوءُ الهلال. وشِعْرٌ هَلْهَلٌ: رقيق. وسمِّى امرؤ القيس بن ربيعة مُهلهِلًا لأنَّه أوَّلُ من رقّق الشِّعر⁣(⁣٢)، وقال قومٌ: بل سمِّىَ مُهلهِلًا بقوله:

  لمَّا تَوَعَّرَ في الكُراعِ هجينُهم ... هَلْهَلْتُ أثْأَرُ جابراً أو صِنْبِلَا⁣(⁣٣)

  وذلك أنَّه إذا أراد إدراكه صوَّت متدارِكا. ويقال الهُلاهِل: الماء الكثير، وهذا لأنَّ له في جَرَيَانِهِ صوتاً؛ وهو [في] الأصل هُراهِر. والهلال:

  ما يَضُمُّ بين حِنْوَى الرَّحْل، والجمع أَهِلّة.

  ومما شذَّ عن هذا الأصل قولهم: حَمَل فلانٌ على قِرْنه ثمَّ هَلَّل، إذا أحْجم.

  فأمّا قول القائل:

  وليس لها ريحٌ ولكنْ وَديقةٌ ... يظلُّ بها السَّارى يُهِلُّ ويَنْقَعُ⁣(⁣٤)


(١) البيت في ملحقات ديوانه ٦٦٢ واللسان (هلل).

(٢) في الأصل: «رق الشعر»، صوابه في المجمل.

(٣) سبق إنشاده في (كرع) برواية: «لما توقل»: وأنشده في اللسان (هلل) وأمالي القالى (٢: ٢٩١) برواية: «لما توعر» فيهما، وأشار في الأمالي إلى رواية «توقل». وأنشده الجوهري: «توغل». وفي اللسان هلل: «قال ابن برى: والذي في شعره: لما توعر، كما أوردناه عن غيره - أي غير الجوهري - وقوله لما توعر، أي أخذ في مكان وعر».

(٤) وكذا ورد إنشاده في المجمل، وفي اللسان (هلل):

وليس بها ريح ولكن وديقة ... يظل بها السامي يهل وينقع

وفي اللسان (سما):

ولبس بها ريح ولكن وديقة ... قليل بها السامي يهل وينقع.