معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

هوى

صفحة 16 - الجزء 6

  كأنَّه رَمى إليه بيده إدا أرسلها. وتهَاوَى القَوْمُ في المَهْواة: سقط بعضهم في إثْر بعض. ويقولون: الهَوِىُّ ذَهابٌ في انحدار، والهُوِىّ في الارتفاع. قال زُهير في الهَوِىّ:

  يَشُقُّ بها الأماعِزَ فهي تَهوِى ... هَوِىّ الدَّلْوِ أسلَمَها الرِّشاءُ⁣(⁣١)

  وقال الهذَلى في الهُوِىّ:

  وإذا رميتَ به الفِجاجَ رأيتَه ... يَهوِى مَخارِمَها هُوِىَّ الأجدلِ⁣(⁣٢)

  وهَوَت الطّعنةُ: فَتَحَتْ فاها تَهوِى، وهو من الهواء: الخالي. وهَوَتْ أمُّهُ:

  شَتْمٌ، أي سقَطَتْ وهَلَكَتْ. وَ {فَأُمُّهُ هاوِيَةٌ} كما يقال: ثاكلة. والمَهْوَى:

  بُعدُ ما بينَ الشَّيئينِ المنتصِبَين، حتى يقالُ ذلك لبُعْد ما بين المَنْكِبَين.

  وأمَّا * الهوى: هَوى النَّفسِ، فمن المَعنيين جميعاً، لأنَه خالٍ من كلِّ خير، ويَهوِى بصاحِبِه فيما لا ينبغي. قال اللَّه تعالى في وصف نبيّه عليه الصلاة والسلام: {وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى}، يقال منه هَوِيتُ⁣(⁣٣) أَهْوَى هَوًى. وأمَّا المُهاواة فذكر أبو عمرٍو أنّها الملاجَّة. وقال أبو عبيد: شدّة السَّير. وأنشد:

  فلم تستطع مَىٌّ مَهاواتَنا السُّرَى ... ولا ليلَ عِيسٍ في البُرِينَ خواضِعِ⁣(⁣٤)


(١) ديوان زهير ٦٧ واللسان (هوا).

(٢) لأبى كبير الهذلي في ديوان الهذلبين (٢: ٩٤) والحماسة (١: ٢١).

(٣) في الأصل: «هويت منه».

(٤) لذي الرمة في اللسان (هوا) والمخصص (٧: ١٠٦). وهو بهذه الرواية ليس في ديوانه.

وفي اللسان أيضا عن التهذيب: «في البرين سوام»، وهي رواية الديوان ٦٠٢.