معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

ورف

صفحة 102 - الجزء 6

  إليكَ أدعو فتقبل ملَقِى ... واغفِرْ خطاياىَ وثمِّرْ ورقى⁣(⁣١)

  والرَّقَة من الدَّراهم، وهو ذلك القياسُ غير أنَّه يُفرق بينهما بالحركات.

  قال أبو عبيد: الوارِقَة: الشَّجرة الخَضْراء الوَرَقِ الحسنةُ. قال: فأمَّا الوَرَاقُ فخُضرةُ الأرضِ من الحَشيش، وليس من الوَرَق. قال:

  كأنَّ جيادهنَّ بِرَعْنِ زُمٍّ ... جرادٌ قد أطاعَ له الوَرَاقُ⁣(⁣٢)

  ووَرَقْتُ الشَّجرَ: أخَذْتُ ورَقَه * وقولهم أوْرَق الصَّائدُ: لم يَصِدْ، هو من الورقِ أيضاً، وذلك لأنَّ الصائد يُلقِى حِبالتَه ويغيب عنها ويأتيها بعد زمان وقد أعْشَبت الأرض وسقط الورقُ على الحِبالة فلا يَهتدِى لها، فلذلك يقال أوْرَقَ، أي صادف الورق قد غَطّى حِبالَتَه. ثمَّ كثُر هذا حتَّى قيل لكلِّ مَن طلب حاجةً ولم يُصِبْها: قد أوْرَقَ. والوَرْقَة، بسكون الراء: أُبْنَةٌ في الغصن خفيّة. فأمَّا الورقة التي هي قطعةٌ من الدم فجمعها وَرَقٌ، هي على معنى التَّشبيه بالوَرَق الذي يتساقط.

  والوَرَق: الرِّجال الضُّعفاء، شُبِّهوا في ضَعْفهم بوَرَق الشّجَر.

  والأصل الآخر: الوُرْقة⁣(⁣٣): لونٌ يشبه لونَ الرَّماد. وبعيرٌ أوْرَقُ وحمامةٌ ورقاءُ، سميت للونها، والرّجلُ كذلك أورق. ويقولون: عامٌ أوْرَقُ، إذا كان جَدْباً، كأنَّ لونَ الأرضِ لونُ الرَّماد. وسُمِّى عامُ الرَّمادَة لهذا⁣(⁣٤).


(١) للعجاج في ديوانه ٤٠ واللسان (ورق).

(٢) لأوس بن حجر في ديوانه ١٨ واللسان (ورق). وقال في اللسان أيضا: «ونسبه الأزهري لأوس بن زهير». ورواية الديوان:

كأن جيادنا في رعن قف ... جراد قد أطاع له الوراق

وفي الأصل: «كأن جيادهن بر عز أم جواد»، صوابه في المجمل واللسان.

(٣) في الأصل: «الورق»، تحريف.

(٤) كان في أيام عمر بن الخطاب. وفي حديث عمر أنه أخر الصدقة عام الرمادة، وكانت سنة جدب وقحط في عهده، فلم يأخذها منهم تخفيفا عنهم.