باب الباء والراء وما معهما في الثلاثي
  ينْزع عنها الحَصَى أجَشُّ مُبْتَرِكٌ ... كأنَّهُ فاحصٌ أو لاعِبُ لاحِ(١)
  فأمّا قول الكميت:
  ذو برْكةٍ لم تَغِض قَيداً تشيع به ... من الأفاويق في أحيانها الوُظُبِ
  الدَّائمة. فإنَّ البِركة فيما يقال أن تُحلَب قبل أن تخرج
  قال الأصفهاني عن العامرىّ: يقال حلْبَتُ النّاقة بِركتَها، وحلبْتُ الإبل بِركتها، إذا حَلَبْتَ لبنَها الذي اجتمع في ضرعها في مَبْرَكها. ولا يقال ذلك إلّا بالغُدُوات. ولا يسمَّى بِركةً إلّا ما اجتمع في ضرعها باللّيل وحُلِب بالغُدْوة.
  يقال احلُبْ لنا مِنْ بِرَك إبلك.
  قال الكسائىّ: البِركة أن يدرّ لبنُ الناقة باركة فيقيمَها فيحلُبها.
  قال الكُميت:
  ... لَبون جودِك غير ماضِرْ(٢) ...
  قال الخليل: البرْكة شبه حوضٍ يُحفَر في الأرض، ولا تُجعَل له أعضادٌ فوقَ صعيدِ الأرض. قال الكلابيُّون: البركة المَصْنَعة، وجمعها بِرَكٌ، إلّا أنّ المَصْنعةَ لا تُطوَى، وهذه تُطوَى بالآجُرّ.
  قال الخليل: البَرَكة من الزيادة والنماء. والتّبريك: أن تَدعُوَ بالبَرَكة.
(١) البيت لأوس بن حجر في ديوانه ٤. وصدره فيه:
... ينفى الخصي عن جديد الأرض مبتركا ...
وروى صدره في اللسان (دحا) مع نسبته إلى أوس أو عبيد:
... ينزع جلد الحصى أجش مبترك ... .
(٢) هو بتمامه كما في اللسان (١٢: ٢٧٧):
وحلبت بركتها اللبو ... ن لبون جودك غير ماضر.