معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

(باب الباء والضاد وما يثلثهما)

صفحة 257 - الجزء 1

  ومن هذا الباب البِضْعُ من العَدَد، وهو ما بَين الثلاثةِ إلى العشرة. ويقال البِضْع سَبعة. قالوا: وذلك تفسير قوله تعالى: {بِضْعَ} سِنِينَ *. ومن أمثالهم:

  «تُشْرِط البِضاعَةُ»، يقول: إذا احتاج بَذَلَ بِضاعَتَه وما عِنده.

  وأمَّا البقعة فالبُضَيْع بلد، قال فيه حسَّان:

  أسألْتَ رَسْمَ الدّارِ أم لم تَسألِ ... بَيْنَ الجَوابى فالبُضَيْعِ فحَوْمَلِ⁣(⁣١)

  وباضع: موضع. وبَضِيع: جَبَل. وهو في شعر لَبِيد. والبَضيع البَحْر. قال.

  الهذلي⁣(⁣٢):

  فَظَلَّ يُرَاعِى الشَّمْسَ حَتى كأنّها ... فُوَيقَ البَضِيعِ في الشُّعاعِ خَمِيلُ⁣(⁣٣)

  وقال الدُّرَيدى: البَضِيع جزيرة تقطع من الأرض في البحر⁣(⁣٤). فإنْ كان ما قاله ابنُ دريدٍ صحيحاً فقد عاد إلى القياس الأوَّل.

  وأما الأصل الثالث فقولهم: بَضَعْتُ من الماء رَوِيت منه. وماءُ بَضِيعٌ أي نَمِير.

  قال الأصمعىّ: شربَ فلانٌ فما بَضَعَ، أي ما روِىَ. والبَضْع الرِّىّ قال الشَّيبانى:

  بَضَعَ بُضُوعا، كما يقال نَقَع.


(١) البيت في ديوان حسان ٢٠٧ واللسان (بضع).

(٢) هو أبو خراش الهذلي كما في اللسان (بضع، خمل) وديوان الهذليين ص ٦٧ مخطوطة الشنقيطي.

(٣) في الأصل: «جميل» صوابه بالخاء، كما في ديوان الهذليين واللسان. وإنشاده في الديوان وفي اللسان (بضع):

«فلما رأين الشمس صارت.. .».

وفي اللسان (خمل):

«وظلت تراعى الشمس.. .».

(٤) انظر الجمهرة (١: ٣٠١). وأنشد ابن دريد في ذلك لأبى خراش الهذلي:

سئد تجرم في البضيع ثمانيا ... يلوى بغيقات البحور ويجنب.