معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

بعك

صفحة 264 - الجزء 1

بعك

  الباء والعين والكاف أصلٌ واحدٌ، يجمع التجمُّعَ والازدِحامَ والاختِلاط. قال الدُّرَيدىّ: البَعَك الغِلَظ في الجِسْم والكَزَازَة، ومنه اشتقاق بَعْكَكٍ، وهو رجلٌ من قُرَيش.

  قال غيره: تركتُه في بَعكُوكةِ القوم، أي مجتمع منازِلِهم. ونرى أنّه فتح الباء فقال فَعلولة، لأَنّه أخرجهُ مُخْرَجَ المصادر، مثل سار سَيرورةً، وحادَ حَيدُودَةً، وقالَ قَيْلُولة. وأنشَد:

  يخرُجْنَ من بَعْكوكة الخِلاطِ ... وهُنَّ أمثَالُ السِّرى الْأَمْرَاطِ⁣(⁣١)

  وأمَّا البَصريُّونُ فإنَّهم يأبَوْنَ هذا البناءَ في المصادِر إلَّا للمعتَلَّات. قال بعضُ العلماء: بُعْكوكة الشئ وَسَطه. قال عُبَيْدُ بنُ أيّوب:

  ويا ربِّ إلَّا تَعْفُ عَنِّى تُلْقِنِى ... مِنَ النَّار في بُعْكوكها المُتَدَانِى

  ويقال وقع في بَعْكوكاءَ أىّ شرّ وجَلَبَة. قال الفَرَّاء: البَعْكُوكة ازدِحام الإبل في اجتماعِها، وقيل هي الجَماعةُ منها، والجمع بَعَاكيك.

  قال أبو زيد: الباعِكُ مِن الرِّجال الهالِكُ حُمْقاً، وهو من ذلك الأصل لأَنَّهُ مُخْتَلِط.

بعل

  الباء والعين واللام أصولٌ ثلاثةٌ: فالأوّل الصاحب، * يقال للزَّوج بَعْل. وكانُوا يُسَمُّون بعضَ الأصنام بَعْلًا. ومن ذلك البِعالُ، وهو مُلاعَبَةُ الرَّجلِ أهْلَه.

  وفي الحديث في أيّام التشريق: «إنّها أيّامُ التْشْريق، إنَّها أيّامُ أَكْل وشُرْبٍ وبِعالٍ».

  قال الحطيئة:


(١) البيت الأول في اللسان (بعك) والثاني فيه (مرط، سرا).