معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

باب الباء والنون وما يثلثهما في الثلاثي

صفحة 305 - الجزء 1

  وبجدّة الأمر: دِخْلتَه. ويقولون للكريمِ الآباءِ والأمَّهاتِ هو ابنُ إحداها⁣(⁣١).

  ويقال للبَرِئ من الأمر هو ابن خَلَاوَةَ، وللخبز ابن حَبَّة، وللطريق ابن نعامة.

  وذلك أنَّهم يسمُّون الرِّجْل نَعامة. قال:

  ... وابنُ النَّعامةِ يوم ذلِكِ مَرْكَبى⁣(⁣٢) ...

  وفي المثل: «ابنُكَ ابنُ بُوحِكَ» أي ابنُ نَفْسِك الذي وَلدْتَه. ويقال للَّيلة التي يطلُع فيها القمر: فَحْمةُ ابنِ جَمِير. وقال:

  نهارُهُمُ ليْلٌ بَهيمٌ وليلُهمْ ... وإن كان بَدْراً فحمةُ ابنِ جمِيرِ⁣(⁣٣)

  يصِفُ قوماً لُصوصا. وابن طَابٍ: عِذْقٌ بالمدينة⁣(⁣٤). وسائر ما تركنا ذكره من هذا الباب فهو مفرَّقٌ في الكتاب، فتركنا كراهة التطويل.

  ومما شذَّ عن هذا الأصل المِبناة النِّطْع. قال الشاعر⁣(⁣٥):

  على ظَهْرِ مَبْنَاةٍ جَديدٍ سُيورُهَا ... يَطُوف بها وَسْطَ اللَّطيمةِ بائِعُ


(١) في المخصص (١٣: ١٩٩): «ابن السكيت: إنه لابن إحداها، إذا كان قويا على الأمر عالما به. وقال الأحول: لا يقوم بهذا الأمر إلا ابن أجداها، بالجيم، يريد كريم الآباء والأجداد. وقول ابن السكيت أعرف». وانظر المزهر (١: ٥٢٠).

(٢) فسر النعامة بالرجل. والصحيح أن ابن النعامة اسم فرس الشاعر، وهو خزز بن لوذان السدوسي. انظر اللسان (نعم ٦٤) والخيل لابن الأعرابي ٩٢. وصدر البيت:

... ويكون مركبك القعود وحدجه ...

ويروى:

«... القلوص ورحله».

(٣) لابن أحمي، كما في اللسان (جمر). ويروى:

«نهارهم ضمان ضاح.. .».

(٤) في الصحاح: «وتمر بالمدينة يقال عذق ابن طاب ورطب ابن طاب».

(٥) هو النابغة، ديوانه ٥٠، واللسان (١٨: ١٠٤).