معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

ترص

صفحة 344 - الجزء 1

ترص

  التاء والراء والصاد أصلٌ واحد، وهو الإحكام. يقال تَرُصَ الشَّيء، وأَتْرَصْتُه أحكمْتُه فهو مُتْرَصٌ. وكلُّ ما أحكَمْتَ صَنْعتَهُ فقد أتْرَصْتَه. وأنشد الخليل:

  ... وشُدَّ يَدَيْكَ بالعَقْدِ التَّرِيصِ⁣(⁣١) ...

ترع

  التاء والراء والعين أصلٌ مطّردٌ قياسُه، وهو تفتُّح الشَّئِ.

  فالتُّرْعة البابُ، والتَّرَّاع البَوَّابُ. قال:

  إنِّى عَدَانى أن أَزُورَكِ مُحْكَمٌ ... مَتَى ما أُحَرِّكْ فيه سَاقَىَّ يصخَبِ⁣(⁣٢)

  حديدٌ ومَرصوص بِشِيدٍ وجنْدَلٍ ... لَهُ شُرُفاتٌ مرقبٌ فَوْقَ مَرْقَبِ

  يُجيِّرُنى تَرَّاعُه بين حَلْقَةٍ ... أَزُومٍ إذا عَضَّتْ وكَبْلٍ مُضَبَّبِ⁣(⁣٣)

  وقال رسول اللَّه ÷: «إنّ مِنبرِى هذا تُرْعَةٌ من تُرَع الجنة».

  والتَّرَع: الإسراع إلى الشرّ. ورجلٌ تَرِعٌ. وهو من ذاك، لأنّ فيه تفتُّحاً إلى ما لا ينبغي. ولا يكادُ يقالُ هذا في الخير.

  ومن هذا الباب أترعْتُ الإِناءَ مَلأتُه. وجَفْنَةٌ مُتْرَعة. قال:

  ... لو كان حَيًّا لَغَاداهُمْ بِمُتْرعَةٍ⁣(⁣٤) ...

  والتَّرَع: الامتلاء. وقد تَرِعَ الإناءُ. وكان بعضُ أهل اللغة يقول: لا أقول تَرِع، ولكن أُتْرِع. وهذا من الباب، لأنه إذا أُتْرِع بادَرَ إلى السَّيَلان.


(١) اللسان (ترص).

(٢) بصخب: يحدث جلبة. وفي الأصل: «يصحب» محرف، صوابه في المجمل. والأبيات لهدبة بن الخشرم، كما في اللسان (ترع).

(٣) قال ابن برى: «والذي في شعره: يخبرني حداده».

(٤) في المجمل: «لفاداهم»، محرفة.