معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

ثمغ

صفحة 390 - الجزء 1

  وأبيضَ يُستَسقى الغَمامُ بوجهه ... ثِمَالَ اليتامَى عِصمةً للأَراملِ⁣(⁣١)

  والثُّمْلة: بقية الماءِ⁣(⁣٢). والثُّمَالُ: السمُّ المُنْقَع. قال الهذلي⁣(⁣٣):

  فَعَمَّا قليلٍ سقاها معاً ... بمُزْعِفِ ذَيْفَانِ قِشْبٍ ثُمالِ

  والثَّمْلَة: باقي الهِنَاءِ في الإِناء. قال:

  ... كما تُلاثُ في الهِنَاءِ الثَّمَلَهْ⁣(⁣٤) ...

  فالثَّمَلة هاهنا الخِرْقة التي يُهنأ بها البَعير. وإنما سمِّيت باسم الهِناءِ على معنى المجاوَرَة. وربما سمِّيَت هذه مِثْمَلَة. فأمَّا الثَّمِلُ فإنه السكران، وذلك لبقيّة الشراب التي أسكرَتْه وخَثّرَتُهُ. قال:

  فقلتُ للقومِ في دُرْنا وقد ثَمِلُوا ... شِيمُوا وكيف يَشِيمُ الشَّارِبُ الثَّمِلُ⁣(⁣٥)

  والثُّمَالة: الرِّغْوَة. وأثْمَلَ اللبن: رَغَّى. وهو حُملٌ على الأصل؛ وإلّا فإِن الثَّمَالةَ قليلةُ البقاء. قال:

  إذا مَسَّ خِرْشَاءُ الثُّمالةِ أنْفَه ... ثَنَى مِشْفَرَيْهِ للصَّريحِ فأقْنَعا⁣(⁣٦)

  فجعل الرِّغْوةَ الخِرشاء، وجعل لِلَّبن الثُّمالة. وكلٌّ قَريب.


(١) انظر الخزانة (١: ٢٥١ - ٢٥٢) حيث الكلام على قصيدة البيت. والسيرة ١٧٢ جوتنجن والروض الأنف (١: ١٧٣).

(٢) ويقال أيضاً «ثملة» بالتحريك.

(٣) هو أمية بن أبي عائد الهذلي، كما في شرح السكرى للهذليين ١٩٤ ومخطوطة الشنقيطي من الهذليين ٨٢.

(٤) من رجز لصخر بن عمير، في اللسان (ثمل).

(٥) البيت للأعشى في ديوانه ٤٤ واللسان (ثمل) ومعجم البلدان (درنا). والرواية في جميعها:

«فقلت للشرب.. .».

(٦) البيت لمزرد بن ضرار، كما في اللسان (خرش، ثمل).