باب ما جاء من كلام العرب في المضاعف والمطابق والترخيم
  يَفِيضُ على المرء أردانُها ... كفَيْضِ الأتِىِّ عَلَى الْجَدْجَدِ(١)
  والجَدَدُ مثل الجَدْجدِ. والعربُ تقول: «مَنْ سَلَكَ الجَدَدَ أمِنَ العِثار».
  ويقولون: «رُوَيْدَ يَعْلُون الجَدَدَ(٢)». ويقال أَجَدَّ القومُ إِذا صارُوا في الجَدَد.
  والجديد: وَجْهُ الأرض. قال:
  ... إِلّا جَدِيدَ الأرض أو ظَهْر اليدِ(٣) ...
  والْجُدَّة من هذا أيضاً، وكلُّ جُدّةٍ طريقة. والْجُدّة الخُطَّة تكون على ظهْر الحِمار.
  ومن هذا الباب الجَدَّاءِ: الأرض التي لا ماء بها، كأنَّ الماءَ جُدّ عنها، أي قطِع. ومنه الجَدُود والجَدَّاءُ من الضَّان، وهي التي جَفَّ لبنُها ويَبِس ضَرْعُها.
  ومن هذا الباب الجِداد والجَداد، وهو صَرام النَّخل. وجادَّةُ الطَّريق سَواؤُه، كأنّه قد قُطِع عن غيره، ولأنه أيضاً يُسلَك ويُجَدُّ. ومنه الجُدّة. وجانبُ كلِّ شئٍ جُدّة، نحو جُدَّة المَزَادة(٤)، وذلك هو مكان القَطْع من أطرافها.
  فأمَّا قولُ الأعشى:
  أَضاءَ مِظَلَّتَه بالسِّرا ... جِ واللَّيلُ غامِرُ جُدَّادِها(٥)
  فيُقال إِنها بالنَّبطيّة، وهي الخيوط التي تُعْقَد بالخَيمة. وما هذا عندي بشئٍ،
(١) نسبه في المجمل إلى امرئ القيس، وليس في ديوانه. وعجز البيت في اللسان (٤: ٨٠).
(٢) ويروى: «يعدون الخبار». أمثال الميداني (١: ٢٦٤). والمثل لقيس بن زهير، كما في أمثال الميداني (٢: ٥٢).
(٣) قبله كما في اللسان (٤: ٧٩):
... حتى إذا ما خر لم يوسد ... .
(٤) الذي في اللسان (٤: ٧٩): «وجد كل شئ جانبه».
(٥) ديوان الأعشى ٥٢ والمعرب للجواليقى ٩٥.