معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

باب ما جاء من كلام العرب في المضاعف والمطابق والترخيم

صفحة 413 - الجزء 1

  فتضرب العرب بها مثلًا للذي يُخالف القومَ في رائهِمْ⁣(⁣١) ثمّ يرجع إلى قولهم.

  فيقولون «ناوَصَ الجُرَّةَ ثم سالَمَها». والجَرَّة من الفَخّار، لأنّها تُجَرّ للاستقاء أبداً. والجَرُّ شئ يتّخذ من سُلاخَةِ عُرقوبِ البعير، تَجْعلُ فيه المرأةُ الخَلْع ثم تعلِّقه عند الظّعْنَ من مُؤَخَّر عِكْمها، فهو أبداً يتذبذب. قال⁣(⁣٢):

  زوجُكِ يا ذاتَ الثنايا الغُرِّ ... والزَّتِلَاتِ والجَبِين الحُرِّ⁣(⁣٣)

  أعْيَا فَنُطْنَاهُ مَنَاط الْجَرِّ ... ثم شَدَدْنَا فوقَه بِمَرِّ⁣(⁣٤)

  ومن الباب رَكىٌّ جَرور، وهي البعيدة القَعْر يُسْنَى عليها، وهي التي يُجَرُّ ماؤُها جَرّا. والجَرَّة الخُبْزة تُجرّ من الَمَّة قال:

  وصاحبٍ صاحبته خِبٍّ دَنِعْ⁣(⁣٥) ... داوَيْتُه لما تشكّى ووَجِعْ

  بجَرّةٍ مثلِ الحِصان المضطجِعْ⁣(⁣٦)

  فأمّا الجرجرة، وهو الصَّوت الذي يردَّده البعير في حَنجرته فمن الباب أيضاً، لأنّه صوتٌ يجرُّه جرًّا، لكنَّه لما تكرَّر قيل جَرْجر، كما يقال صَلَّ وصَلْصَلَ.

  وقال الأغلب:

  جَرْجَرَ في حنجرةٍ كالحُبِّ ... وهامَةٍ كالمِرجلِ المنكَبِّ⁣(⁣٧)


(١) الراء: الرأي. والعبارة مطابقة لما في الجمهرة (١: ٥١).

(٢) الرجز في المحمل، وأنشده في اللسان (جرر، مرر).

(٣) الرتلات، بفتح التاء وكسرها: المستويات النبات المعلجة. وكذا في المجمل (جرر).

وفي اللسان (مرر): «والربلات». وفسرها بقوله: «جمع ربلة، وهي باطن الفخذ».

(٤) الشطر وسابقه في (كفل).

(٥) الدنع: الفسل لا لب له ولا خير. وفي الأصل «رئع»، ولا وجه له.

(٦) هذا البيت والذي قبله في اللسان (٥: ١٩٨).

(٧) البيت الأول في المجمل، وهو الثاني في اللسان (٥: ٢٠١).