معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

جزح

صفحة 456 - الجزء 1

  أي حسبك. ومعناه أنه ينوبُ منابِ كلِّ أحدٍ، كما تقول كافِيكَ وناهيك.

  أي كأنه ينهاك أن يُطْلَبَ معه غيرُه.

  وتقول: جَزَى عنِّى هذا الأمرُ يَجزِى، كما تقول قَضَى يقضى. وتجازَيْتُ دَيْنى على فلانٍ أي تقاضَيْته. وأهلُ المدينة يسمُّون المتقاضِى المتجازِى. قال اللَّه جل ثناؤُه: {يَوْماً لا تَجْزِي} نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً *. أي لا تقضِى

جزح

  الجيم والزاء والحاء كلمةٌ واحدة لا تتفرَّع ولا يُقاسُ عليها.

  يقال جزَح له من ماله، أي قَطَع. والجازِح: القاطع. وهو في شعر ابن مقبل:

  ... لَمُخْتَبِطٌ من تالِدِ المالِ جَازِحُ⁣(⁣١) ...

جزر

  الجيم والزاء والراء أصلٌ واحد، وهو القَطْع. يقال جَزَرت الشئ جَزْرًا، ولذلك سمِّى الْجَزُور جزوراً. والجَزَرة: الشاة يقوم إليها أهلُها فيذبحونها. ويقال تَرك بنُو فلانٍ بنى فلان جَزَرًا، أي قتلوهم فتركوهم جَزَرًا للسِّباع.

  والجُزارَة أطراف البعير: فراسِنُه ورأسُه. وإنما سمِّيت جزارة لأنَّ الجزار يأخذُها، فهي جُزارتُه؛ كما يقال أخذ العاملُ عُمالته. فإِذا قلتَ فرسٌ عَبْلُ الجُزارةِ فإنما تريد غِلَظَ اليدين والرِّجلين وكثرة عصبها. ولا يدخُل الرّأس في هذا؛ لأن عظَم الرَّأس في الخيل هُجْنَة. وسميت الجزيرةُ جزيرةً لانقطاعها. وجَزَر النَّهرُ إذا قلَّ ماؤُه جَزْرًا.

  والجَزْر: خلاف المدّ. ويقال أجزَرْتُك شاةً إذا دَفَعْتَ إليه شاةً يذبحُها. وهي الجَزَرة، ولا تكون إلَّا من الغنم. قال بعض أهل العلم: وذلك أنّ الشاةَ لا تكون إلا للذبح. ولا يقال للنّاقة والجمل، لأنهما يكونان لسائر العمل.


(١) من بيت لابن مقبل في اللسان (جزح). وصدره:

... وإني إذا ضن الرفود برفده ... .