معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

حر

صفحة 7 - الجزء 2

  وحُرُّ البَقْل: ما يُؤكلُ غيرَ مطبوخٍ. فأمّا قول طَرَفة:

  لا يكُنْ حُبُّكِ داءً داخِلًا ... ليس هذا مِنكِ ماوِىَّ بحُرّ⁣(⁣١)

  فهو من الباب، أي ليس هذا منك بحَسَن ولا جَميل. ويقال حَرَّ الرّجلُ يَحَرُّ، من الحُرِّيّة.

  والثاني: خلاف البَرْد، يقال هذا يومٌ ذو حَرٍ، ويومٌ حارٌّ. والحَرُور:

  الريح الحارّة تكون بالنهار واللَّيل. ومنه الحِرَّة، وهو العطَش. ويقولون في مَثَلٍ: «حِرَّةٌ تحْتَ قِرَّةٍ⁣(⁣٢)».

  ومن هذا الباب: الحَرِير، وهو المحرور الذي تداخَلَهُ غيظٌ من أمرٍ نزل به.

  وامرأةٌ حريرة. قال:

  خرجْنَ حَريراتٍ وأبديْنَ مِجْلداً ... وجالَتْ عليهنَّ المكتَّبَةُ الصُّفْرُ⁣(⁣٣)

  يريد بالمكتّبة الصُّفْر القِداحَ

  والحَرَّة: أرض ذات حجارةٍ سوداء⁣(⁣٤). وهو عندي من الباب لأنَّها كأنّها محترقة. قال الكسائىّ: نهشل بن حَرِّىّ⁣(⁣٥)، بتشديد الراء، كأنّه منسوب إلى


(١) ديوان طرفة ٦٣ واللسان (حرر).

(٢) هو دعاء، أي رماه اللّه بالعطش والبرد، أو بالعطش في يوم بارد.

(٣) البيت للفرزدق في ديوانه ٢١٧ واللسان (حرر). وقد سبق في مادة (جلد). وأنشده في اللسان (قرم) بدون نسبة وبرواية: «المقرمة الصفر».

(٤) كذا جاء وصف الحجارة بسوداء. وانظر تحقيقى لهذه المسألة في مجلة الثقافة ٢١٥١ ومجلة المقتطف عدد نوفمبر سنة ١٩٤٤. وفي المحمل واللسان: «سود».

(٥) نهشل بن حرى: شاعر مخضرم، أدرك معاوية، وكان مع علي في حروبه. الإصابة ٨٨٧٨ والخزانة (١: ١٥١).