معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

حس

صفحة 9 - الجزء 2

حس

  الحاء والسين أصلان: فالأول غلبة الشئ بقتل أو غيره، والثاني حكايةُ صوت عند توجُّعٍ وشبهه.

  فالأول الحَسُّ: القَتْل، قال اللَّه تعالى: {إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ}. ومن ذلك

  الحديث: «حُسُّوهم بالسيف حَسّا».

  وفي الحديث في الجراد: «إذا حَسَّهُ البَرْدُ».

  - والحَسيس: القَتِيل⁣(⁣١). قال الأفوه:

  ... وقد تَرَدَّى كلُّ قِرْنٍ حَسيسْ⁣(⁣٢) ...

  ويقال إن البَرْدَ محَسَّة للنَّبَاتِ. ومن هذا حَسْحَسْت الشئ من اللحم، إذا جعلْتَه على الجِمرة؛ وحَشْحشْت أيضاً. ويقول العرب: افعل ذلك قبل حُسَاس الأيسار، أي قبل أن يُحسحِسوا من جَزُورهم، أي يَجْعَلُوا اللحم على النار.

  ومن هذا الباب قولهم أحْسَسْتُ، أي عَلِمْتُ بالشئ. قال اللَّه تعالى: {هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ}. وهذا محمولٌ على قولهم قتلتُ الشئَ عِلْما. فقد عاد إلى الأصل الذي ذكرناه. ويقال للمَشَاعر الْخمْسِ الحواسُّ، وهي: اللَّمس، والذَّوق، والشمّ، والسمع، والبصر.

  ومن هذا الباب قولهم: من أين حَسِسْتَ هذا الخبر، أي تخبّرتَه.

  ومن هذا الباب قولهم للذي يطرُد الجوعَ بسخائه: حسحاس. قال:

  واذكرْ حسيناً في النَّفير وقبله ... حَسَنا وعُتبة ذا الندى الحسْحَاسا


(١) في الأصل والمحمل: «القتل»، صوابه في اللسان.

(٢) صدره كما في ديوان الأفوه: واللسان (حسس):

... نفسي لهم عند انكسار القنا ... .