معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

حم

صفحة 23 - الجزء 2

  سَرَى بعد ما غار النُّجومُ وبَعْدَما ... كأنّ الثرَيّا حِلّةَ الغَور مُنْخُل⁣(⁣١)

  أي قصْدَه.

حم

  الحاء والميم فيه تفاوتٌ؛ لأنّه ستشعب الأبواب جدًّا. فأحد أُصوله اسوداد، والآخَر الحرارة، والثالث الدنوّ والحُضور، والرابع جنسٌ من الصوت، والخامس القَصْد.

  فأمّا السواد فالحُمَمُ الفحم - قال طرفة:

  أشَجَاكَ الرَّبْعُ أم قِدَمُهْ ... أمْ رمادٌ دارسٌ حُمَمُه⁣(⁣٢)

  ومنه اليَحْموم، وهو الدُّخان - والحِمْحِمُ: نبتٌ أسود، وكلُّ أسوَدَ حِمْحِم.

  ويقال حَمَّمْته إذا سَخَّمت وجهه بالسُّخام، وهو الفَحْم.

  ومن هذا الباب: حَمَّمَ الفرْخُ، إذا طلع رِيشُه - قال:

  ... حَمَّم فَرخٌ كالشَّكير الجَعْدِ ...

  وأمّا الحرارة فالحَميم الماء الحارّ - والاستحمام: الاغتسال به - ومنه الحَمّ، وهي الأَليه تُذاب، فالذي يبقى منها بعد الذَّوْب حَمٌّ، واحدته حَمَّةٌ. ومنه الحَميم، وهو العَرَق. قال أبو ذؤيب:

  تَأْبَى بدِرَّتِها إذا ما استُغْضِبَتْ ... إلَّا الحميمَ فإِنّه يَتَبَصَّعُ⁣(⁣٣)


(١) النص والشاهد في كتاب سيبويه (١: ٢٠١ - ٢٠٢). وفي الأصل: «حلة القوم» صوابه من المجمل وسيبويه. وفي سيبويه: «بعد ما غار الثريا». قال الشنتمرى: «شبه الثريا في اجتماعها واستدارة نجومها بالمخل».

(٢) ديوان طرفة ١٦ واللسان (حمم).

(٣) ديوان أبى ذؤيب ١٧ والمفضليات (٢: ٢٢٨) والمحمل واللسان (حمم). وفي الأصل:

«استقضيت» صوابه من المجمل والديوان والمفضليات. وفي اللسان واحدى روايتي الديوان:

... «إذا ما استكرهت».