معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

حرص

صفحة 40 - الجزء 2

  وحَتَّى كأنِّى يتقى بي مُعَبَّدٌ ... به نُقْبة حَرْشَاءِ لم تَلْقَ طاليا⁣(⁣١)

  فأمّا قوله:

  ... كما تطايَرَ مَنْدُوفُ الحراشِين⁣(⁣٢) ...

  فيقال إنّه شئ في القطن لا تدَيِّثُهُ المطارق⁣(⁣٣)، ولا يكون ذلك إلّا لخشونةٍ فيه -

حرص

  الحاء والراء والصاد أصلان: أحدهما الشّقّ، والآخر الجَشَع.

  فالأول الحَرْصُ الشَّقُّ؛ يقال حَرَص القَصَّار الثوبَ إذا شقَّه. والحارِصَة من الشِّجاج: التي تشقُّ الجلد. ومنه الحرِيصة والحارِصَةُ، وهي السحابة التي تَقْشِر وجْهَ الأرض مِن شِدّة وَقْع مطرِها. قال:

  ... انهلالُ حريصَة⁣(⁣٤) ...

  وأمّا الجَشَع والإفراط في الرَّغْبة فيقال حَرَصَ إذا جَشَع يَحْرِصُ حِرْصا، فهو حريصٌ. قال اللَّه تعالى: {إِنْ تَحْرِصْ عَلى هُداهُمْ}. ويقال حُرِصَ المَرْعَى⁣(⁣٥)، إذا لم يُتْرك منه شئ؛ وذلك من الباب، كأنّه قُشِر عن وجْه الأرض.


(١) في الأصل: «حتى كأني شقى»، صوابه من المجمل واللسان.

(٢) أنشده في المجمل (حرش)، وذكر أن مفرده «حرشون». لكن ابن منظور أنشده في (حرشن).

(٣) ديثت المطارق الشئ: لينته. وفي الأصل: «لا تدشه المطارف». وفي المجمل:

«لا يدبثه المطارق»، صوابهما ما أثبت من اللسان (ديث).

(٤) جزء من بيت للصادرة الذبياني في ديوانه ٣ نسخة الشقيطى، والمفضليان (١: ٢٤)، واللسان (حرص). وهو بتمامه:

طلم البطاح له انهلال حريصة ... فصفا النطاف له بعيد المقلعه.

(٥) في الأصل: «المعى»، صوابه من المجمل.