معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

حرك

صفحة 45 - الجزء 2

حرك

  الحاء والراء والكاف أصلٌ واحد، فالحركة ضدُّ السكون.

  ومن الباب الحارِكانِ، وهما ملتقى الكتِفَين، لأنَّهما لا يزالان يتحرَّكان.

  وكذلك الحراكيك، وهي الحراقِفُ، واحدتها حَرْكَكَة

حرم

  الحاء والراء والميم أصلٌ واحد، وهو المنْع والتشديد. فالحرام:

  ضِدّ الحلال. قال اللَّه تعالى: {وَحَرامٌ عَلى قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها}. وقرئت:

  وحرم⁣(⁣١). وسَوْطٌ مُحرَّم، إذا لم يُلَيَّن بعدُ. قال الأعشى:

  ... تُحاذِر كَفِّى والقَطيعَ المُحَرَّمَا⁣(⁣٢) ...

  والقطيع: السوط، والمحرَّم الذي لم يمرَّن ولم يليَّنْ بعْدُ. والحريم: حريم البئر، وهو ما حَولَها، يحرَّم على غبر صاحبها أن يحفِر فيه. والْحَرمانِ: مكة والمدينة، سمّيا بذلك لحرمتهما، وأنّه حُرِّم أن يُحدَث فيهما أو يُؤْوَى مُحْدِثٌ.

  وأحْرَم الرّجُل بالحجّ، لأنه يحرُم عليه ما كان حلالًا له من الصَّيد والنساءِ وغير ذلك. وأحرم الرّجُل: دخل في الشهر الحرام. قال:

  قَتَلُوا ابنَ عفّانَ الخليفةَ مُحْرِماً ... فمضى ولم أَرَ مثلَه مقتولا⁣(⁣٣)

  ويقال المُحْرِم الذي * له ذِمَّة. ويقال أحْرَمْتُ الرّجُلَ قَمرْتُه، كأنَّك حرمْتَه ما طمِعَ فيه منك. وكذلك حَرِم هو يَحْرَم حَرَماً، إذا لم يَقْمُر. والقياس واحدٌ،


(١) هي قراءة حمزة والكسائي وأبى بكر وطلحة والأعمش وأبى عمرو. وانظر سائر القراءات في تفسير أبى حيان (٦: ٣٣٨).

(٢) في (قطع): «تراقب كفى». وصدره كما في ديوان الأعشى ٢٠١ واللسان (حرم):

... ترى عينها صفواء في جنب مؤقها ... .

(٣) للراعى كما في خزانة الأدب (١: ٥٠٣) واللسان (حرم) وجمهرة أشعار العرب ١٧٦.

وهذا الإنشاد يوافق ما في المجمل. ورواية سائر المصادر: «ودعا فلم أر مثله».