معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

حرت

صفحة 49 - الجزء 2

  رَبَّهُ مِحرابٍ إذا جئتُها ... لم ألْقَها أَوْ أرتَقِى سُلَّمَا⁣(⁣١)

  ومما شذّ عن هذه الأصول الحُرْبة. ذكر ابنُ دريد أنَّها الغِرارَة السَّوداء.

  وأنشد:

  وصَاحبٍ صاحبتُ غيرِ أَبْعَدا ... تراهُ بين الحُرْبَتَينِ مَسْنَدَا⁣(⁣٢)

حرت

  الحاء والراء والتاء أصلٌ واحد، وهو الدَّلْك، يقال حَرَته حَرْتاً، إذا دلكه دَلْكاً شديدا.

حرث

  الحاء والراء والثاء أصلانِ متفاوتان: أحدهما الجمع والكَسْب، والآخر أنْ يُهْزَل الشئ.

  فالأوّل الحَرْث، وهو الكَسْب والجمع، وبه سمِّى الرجل حارثاً.

  وفي الحديث:

  «احْرُثْ لدُنْياكَ كأنَّك تعيش أبداً، واعمَلْ لآخرتِك كأنك تموت غداً».

  ومن هذا الباب حرث الزَّرع. والمرأة حرث الزَّوج؛ فهذا تشبيه، وذلك أنها مُزْدَرَع ولده. قال اللَّه تعالى: {نِساؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ}. والأحرِثة: مَجارِى الأوتار في الأفواق⁣(⁣٣)؛ لأنّها تجمعها.

  وأمّا الأصل الآخر فيقال حَرَثَ ناقتَه: هَزَلها؛ وأحرثها أيضا. ومن ذلك

  قول الأنصار لمّا قال لهم معاوية: ما فعلَتْ نواضحُكم؟ قالوا: أحْرثْنَاها يَوْمَ بَدْرٍ.


(١) لوضاح اليمين في اللسان (حرب والأغانى (٦: ٤٣) والجمهرة (١: ٢١٩).

(٢) البيتان في اللسان (حرب).

(٣) الأفواق: جمع فوق، بالضم؛ وهو من السهم موضع الوتر. وفي الأصل: «الأفراق» تحريف.