معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

حزن

صفحة 54 - الجزء 2

  يقول العرب: شددتُ لهذا الأمر⁣(⁣١) حَزِيمى. قال أبو خِراشِ يصفُ عُقابا:

  رَأت قَنَصاً على فَوْتٍ فَضَمّت ... إلى حيزومها ريشاً رطيبَا⁣(⁣٢)

  أي كاد الصَّيد يفوتها. والرطيب: الناعم. أي كسرت جناحَها حين رأت الصيد لتنقضَّ. وأمّا قول القائل:

  ... أعددْتُ حَزْمَةَ وهي مُقْرَبَةٌ⁣(⁣٣) ...

  فهي فرسٌ، واسمُها مشتقٌّ مما ذكرناه. والحَزَم كالغَصَص في الصّدر، يقال حَزِمَ يَحْزَم حَزَماً؛ ولا يكون ذلك إلّا من تجمُّع شئِ هناك. فأمَّا الحَزْمُ من الأرض فقد يكون من هذا، ويكون من أن يقلب النون ميما والأصل حَزْن، وإنما قلبوها ميما لأنّ الحَزْم، فيما يقولون، أرفع من الحزن

حزن

  الحاء والزاء والنون أصلٌ واحد، وهو خشونة الشئ وشِدّةٌ قيه. فمن ذلك الحَزْن، وهو ما غلُظ من الأرض. والحُزْن معروف، يقال حَزَنَنِى الشئُ يحزُنُنى؛ وقد قالوا أحزَننى. وحُزَانتك: أهلُك ومن تتحزَّن له.

حزوى

  الحاء والزاء والحرف المعتل أصلٌ قليل الكَلِم، وهو الارتفاع. يقال حَزَا السّرابُ الشئَ يحزُوهُ، إذا رفعَه. ومنه حَزَوْتُ الشئَ وحَزَيته


(١) في الأصل: «هذا الأمر»، صوابه في المجمل.

(٢) البيت من قصيدة له في ديوان الهذليين نسخة الشنقيطي ٧٠ والقسم الثاني من مجموع أشعار الهذليين ٥٧.

(٣) صدر بيت لحنظلة بن فاتك الأسدي، في اللسان (حزم). وعجزه:

... تقفى بقوت عيالنا وتصان ...

وحزمة، بضم الحاء كما في الأصل والقاموس والمخصص (٦: ١٩٨)، وضبطت في اللسان ونسب الخيل لابن الكلى بفتحها.