معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

حضى

صفحة 74 - الجزء 2

  ودَوِّيَّةٍ أنفذْتُ حِضْنَىْ ظَلَامِها ... هُدْوًّا إذا ما طائر الليل أبصر

  فإِنَّه يريد قَطْعَهُ إيَّاها. وطائر [الليل]: الخفّاش. ونَواحِى كلِّ شئ أحضانُه ومن الباب * حَضَنَتِ المرأة ولدَها، وكذلك حضنَت الحمامةُ بيضَها والمُحْتَضَن: [الحِضْن⁣(⁣١)]. قال:

  عَريضةِ بَوْصٍ إذا أدَرَتْ ... هَضيمِ الحشا عَبْلَةِ المحتضَنْ⁣(⁣٢)

  فأمَّا حَضَنٌ فجبلٌ بنجْد، وهو أوّل نجد. والعرب تقول: «أنْجَدَ مَنْ رأى حَضَناً». ويقال امرأةٌ حَضُون بيِّنة الحِضان⁣(⁣٣). فأمّا قولهم حضَنْت الرَّجُلَ عن الرّجل، إذا نحَّيته عنه، فكلمةٌ مشكوك فيها، ووجدتُ كثيراً من أهل العلم يُنْكرونها. فإنْ كانت صحيحةً فالقياس فيها مطَّرد، كأنَّ الشئ حُضِن عنه وحُفِظَ ولم يمكّن منه. ومصدره الحَضْنُ والحَضَانة. ويقال الحَضَن العاجُ في قول القائل:

  تبَسَّمتْ عن وَميضِ البرق كاشرةً ... وأبرزَتْ عن هجان اللَّونِ كالحَضَنِ⁣(⁣٤)

  ويقال إنّ الحَضَن أصلُ الجبل. فإن كان ما ذكرناه من العاج صحيحاً فهو شاذٌّ عن الأصل.

حضى

  الحاء والضاد والحرف المعتل أصل واحد، وهو هَيْج الشئِ، ويكون في النار خاصّة. يقال حَضَوْتُ النارَ، إذا أوقدتَها. والعود الذي تُحرّك به النارِ محضاء ممدود. ويقال حضأتها أيضاً بالهمز، والعود مِحْضَأ على مِفْعَل، وربما مدُّوه؛ والأول أجود.


(١) هذه التكملة من المجمل واللسان.

(٢) للأعشى في ديوانه ١٥ واللسان (بوص، حضن). وقد سبق في (بوص).

(٣) الحضون من الإبل والغنم والنساء: ما كان أحد خلفيه أو ثدييه أكبر من الآخر.

(٤) البيت في اللسان (حضن)، وعجزه في المجمل.