معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

حجب

صفحة 144 - الجزء 2

  قولهم أحرزت الشئ فهو حريز. والحَزْقُ فيه ضربٌ من التشديد، كما يقال حَزَقْت الوَتَرَ وغيرَه. قال الأعشي:

  ... بِساباطَ حتَّى ماتَ وهو مُحَرْزَقُ⁣(⁣١) ...

  ومنه (الحبجر⁣(⁣٢))، وهو الوتر الغليظ، ويقال في غير الوتر أيضاً، والحاء فيه زائدة، وإنما الأصل الباء والجيم والراء. وكلُّ شديد عظيمٍ بَجْرٌ وبُجْر. وقد مَرَّ.

  ومنه (الحِسْكل): الصّغار مِن كلِّ شئ. وهذا ممّا زِيدت فيه الكاف، وإنما الأصل الحِسل. يقال لولد الضبِّ حسْل

  ومنه (الحَقَلّد⁣(⁣٣))، وهو البخيلى الشديد، واللام فيه زائدة. وهو من أحقد القومُ، إذا لم يصِيبوا من المَعْدِن شيئاً. ويقال الحَقَلّدُ الآثِم⁣(⁣٤). فإن كان كذا فاللام أيضاً زائدة، وفيه قياسٌ من الحِقْد، واللَّه أعلم.

  ومنه (الحَذْلَقة)، وأظنُّها ليست عربيَّةً أصلية، وإنما هي مولَّدة واللام فيها زائدة. وإنما أصله الحِذْق. والحَذْلقة: ادّعاء الإنسان أكثَرَ مما عنده، يريد إظهار حِذْق بالشّئ.

  ومن ذلك (احرَنْجَمَت) الإبل، إذا ارتدَّ بعضُها على بعض. واحرنجم القومُ، إذا اجتمعوا. وهذه فيها نون وميم، وإنما الأصل الحَرَجْ، وهو الشجر المجتمع الملتف، وقد مرّ اشتقاقُهُ وقياسُه.


(١) ديوان الأعشى ١٤٧ واللسان (حزرق)، وقد نص فيه على رواية «محرزق». وصدره:

... فذاك وما أنجى من الموت ربه ... .

(٢) يقال على وزان قمطر ودرهم.

(٣) الحقلد، كعملس وفي الأصل: «الحلقد» وليس مرادا، إذ الحلقد كزبرج: السئ الخلق الثقيل الروح، ومثله الحقلد بوزن زبرج.

(٤) في الأصل: «الحلقد»، وانظر التنبيه السابق. وفي قول زهير:

تقى نقى لم يكثر غيمة ... بكهة ذي قربى ولا بحقلد.