معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

خطف

صفحة 196 - الجزء 2

  ويقال إن الخَضَارَ البقلُ الأوّل.

  فأمّا قوله: «ذهب دمُه خِضْراً»، إذا طُلّ. فأَحسِبَه من الباب. يقول: ذهب دمُه طرِيَّا كالنَّبات الأخضر، الذي إذا قُطِع لم يُنتفَع به بعدَ ذلك وبَطَلَ وذَبُل.

  فأمّا قولهم إنَّ الخَضار اللَّبنُ الذي أُكثِر ماؤه، فصحيحٌ، وهو من الباب؛ لأنّه إذا كان كذا غَلَبَ الماءُ، والماء يسمَّى الأسمر. وقد قلنا إنّهم يسمُّون الأسْوَدَ أخضرَ، ولذلك يسمَّى البحرُ خُضارة.

باب الخاء والطاء وما يثلثهما

خطف

  الخاء والطاء والفاء أصلٌ واحدٌ مطّرِد منقاس، وهو استلابٌ في خفّة. فالخَطْف الاستلاب. تقول. خَطِفْتُه أخطَفُه، وخَطَفْتُه أخطِفُه.

  وبَرْقٌ خاطفٌ لنور الأبْصار. قال اللَّه تعالى: {يَكادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ} أَبْصارَهُمْ⁣(⁣١).

  والشيطان يخِطَف السَّمع، إذا استرق. قال اللَّه تعالى: {إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ}.

  ويقال للشيطان: «الخَطّاف»، وقد جاء هذا الاسم في الحديث:⁣(⁣٢). وجمل خَيْطَفٌ: سريع المَرّ. وتلك السُّرعة الخَيْطَفى. قال:

  ... وعَنَقاً باقِى الرَّسيم خَيْطفا⁣(⁣٣) ...

  وبه سُمِّى الخَطَفى، والأصل فيه واحد؛ لأنّ المسرعَ يقلُّ لُبْث قوائمه على الأرض، فكأنّه قد خَطِفَ الشَّئ. ويقال هو مُخْطَفُ الحَشَا، إذا كان منطوِىَ


(١) قراءة فتح الطاء أعلى، ونسب في اللسان قراءة الكسر إلى يونس. وانظر تفسير أبى حيان (١: ٨٩ - ٩٠).

(٢) هو حديث على: «نفقتك رياء وسمعة للخطاف».

(٣) البيت لعوف، جد جرير بن عطية بن عوف، وبهذا لقب «الحطفى».