معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

خفق

صفحة 201 - الجزء 2

باب الخاء والفاء وما يثلثهما

خفق

  الخاء والفاء والقاف أصلٌ واحد يرجع إليه فروعُه، وهو الاضطراب في الشَّئ. يقال خفَق العلم يَخفِقُ. وخفق النّجم، وخفق القلبُ يخفِقُ خفقاناً. قال:

  كأنّ قطاةً عُلِّقت بجنَاحِها ... على كبِدى مِن شِدّةِ الخفقانِ⁣(⁣١)

  ويقال أخْفَقَ الرّجلُ بثوبه، إذا لَمَعَ به. ومن هذا الباب الخَفْق، وهو كلُّ ضربٍ بشئ عريض. يقال خَفَقَ الأرضَ بنَعله. ورجل خَفَاق القَدَمَ، إذا كان صدرُ قدمه عريضاً. والمِخْفَقُ: السَّيف العريض. ويقال إنّ الخَفْقَة المفازةُ⁣(⁣٢)، وسمِّيت بذلك لأنّ الرياح تخنفِق فيها.

  ومن الباب نافة خفيقٌ: سريعة⁣(⁣٣). وخَفَقَ السّرابُ؛ اضطربَ. وخفَق الرّجُل خَفْقةً، إذا نَعَس. والخافقانِ: جانِبا الجَوِّ. وامرأةٌ خَفّاقة الحشا، أي خمِيصة البَطْن، كأنَّ ذلك يضطرب. وأمّا قولهم أَخفق الرجل، إذا غَزَا ولم يُصِب * شيئاً، فيمكن أن يكون شاذًّا عن الباب، ويمكن أن يقال: إذا لم يُصِبْ فهو مضطرب الحال؛ وهو بعيد.

  قال رسول اللَّه ÷: «أيُّما سَرِيَّةٍ غَزَتْ فأخفقَتْ كان لها أجرها مَرَّتَين».

  وقال عنترة:


(١) البيت لعروة بن حزام من قصيدة في ديوانه نسخة الشنقيطي بدار الكتب المصرية، ورواها القالى في النوادر ١٥٨ - ١٦٢. وعدتها تسعة أبيات ومائة.

(٢) شاهده قول العجاج:

... وخفقة ليس بها طوئى ... .

(٣) في الأصل: «ناقة خفيق سريع»، محرف.