معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

دل

صفحة 259 - الجزء 2

  ومنه الأرضُ الدَّكَّاءِ، وهي الأرض العريضة المستوية. قال اللَّه تعالى:

  {جَعَلَهُ دَكَّاءَ}. ومنه النّاقة الدّكّاء، وهي التي لا سَنامَ لها.

  قال الكسائىّ: الدُّكُ من الجبال: العِراضُ، واحدها أدَكُّ. وفرس أدَكُّ الظّهر، أي عريضُهُ.

  والأصل الآخر يقرب من باب الإبدال، فكأنَّ الكاف فيه قائمةٌ مَقام القاف. يقال دكَكْت الشئ، مثل دَقَقته، وكذلك دكَّكته. ومنه دُكَّ الرَّجُل فهو مدكوكٌ، إذا مَرِض. ويجوز أن يكون هذا من الأوَّل، كأنَّ المرض مَدَّه وبَسَطَه؛ فهو محتملٌ للأمرين جميعاً.

  والدَّكْدَاك من الرّمل كأنه قد دُكَّ دَكًّا، أي دُق دَقًّا. قال أهلُ اللغة:

  الدَّكداك من الرّمل: ما التَبَد بالأرض فلم يرتفِع. ومن ذلك

  حديثُ جرير ابن عبد اللَّه حين سأله رسول اللَّه ÷ عن منزلِهِ ببِيشة، فقال:

  «سَهْلٌ * ودَكْداكٌ، وسَلَمٌ وأرَاكٌ».

  ومن هذا الباب: دَكَكت التُّرابَ على الميّت أدُكّه دَكًّا، إذا هِلْتَهُ عليه. وكذلك الرّكِيَّة تدفِنها. وقيل ذلك لأنَّ الترابَ كالمدقوق.

  ومما شذّ عن هذين الأصلين قولهم، إن كان صحيحا: أُمَةٌ مِدَكَّةٌ:

  قويّةٌ على العمل. ومن الشاذّ قولهم: أقمت عنده حولًا دَكيكا، أي تامًّا.

دل

  الدال واللام أصلان: أحدهما إبانة الشئ بأمارةٍ تتعلّمها، ولآخَر اضطرابٌ في الشئ.

  فالأوَّل قولهم: دلَلْتُ فلاناً على الطريق. والدليل: الأمارة في الشئ. وهو بيِّن الدَّلالة والدِّلالة.