معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

درق

صفحة 269 - الجزء 2

  أَمامَ الخَيْل تَنْدَرِعُ اندرَاعا⁣(⁣١) ...

درق

  الدال والراء والقاف ليس هو عندي أصلًا يُقاس عليه.

  لكن الدَّرَقَة معروفة، والجمع دَرَق وأدْراق. قال رؤبة:

  ... لو صَفَّ أدْرَاقاً مَضَى من الدّرَقْ⁣(⁣٢) ...

  والدَّرْدَق: صِغار الإبل، وأطفالُ الوِلْدان.

درك

  الدال والراء والكاف أصلٌ واحد، وهو لُحوق الشّئ بالشئ ووُصوله إليه. يقال أدْرَكْتُ * الشّئَ أُدْرِكُه إدراكاً. ويقال فرس دَرَكُ الطريدةِ، إذا كانت لا تَفوتُه طريدة. ويقال أدرك الغلامُ والجارية، إذا بلَغَا. وتدارَكَ القومُ: لَحِق آخرُهم أوّلَهم. وتدارَكَ الثَّرَيَانِ، إذا أدرك الثَّرَى الثاني المَطَرَ الأوّل. فأمَّا قوله تعالى: {بَلِ ادَّارَكَ} عِلْمُهُمْ فِي الْآخِرَةِ فهو من هذا؛ لأنَّ عِلْمَهم أدركَهم في الآخرة حين لم ينفَعْهم.

  والدّرَك: القطعة من الحَبْل تُشَدُّ في طَرَف الرّشاء إلى عَرْقُوَة الدَّلو؛ لئلَّا يأكلَ الماءُ الرِّشاء. وهو وإن كان لهذا فبِهِ تُدرَك الدَّلْو⁣(⁣٣).

  ومن ذلك الدَّرَك، وهي منازِل أهل النار. وذلك أن الجنة [درجاتٌ، والنَّار⁣(⁣٤)] دركات. قال اللَّه تعالى: {إِنَّ الْمُنافِقِينَ فِي الدَّرْكِ} الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ، وهي منازلُهم التي يُدْرِكونها ويَلْحَقُون بها. نعوذُ باللَّه منها!


(١) للقطامى في ديوانه ٤٢ برواية: «أمام الركب». وصدره:

... قطعت بذات ألواح تراها ... .

(٢) ديوان رؤبة ١٠٨.

(٣) في الأصل: «فيه تدرك الدلو».

(٤) تكملة ضرورية. وفي المحمل: «والنار دركات والجنة درجات».