باب الدال والراء وما يثلثهما
  تقولُ إذا دَرَأتَ لها وَضِينِى ... أهذا دينُهُ أبداً ودِينِى(١)
  ومن الباب الدَّرِيثة: الحلقة التي يُتعلّم عليها الطَّعْن. قال عمرو(٢):
  ظلِلْتُ كَأنِّى للرِّماحِ دَرِيئَةٌ ... أُقاتِلُ عن أبناء جَرْمٍ وفَرَّتِ
  يقال: جاءَ السَّيل دَرْءا، إذا جاءَ من بلدٍ بعيد. وفلان ذُو تُدْرَأٍ، أي قوىٌّ على دفع أعدائه عن نفْسه. قال:
  وقد كنتُ في الحربِ ذا تُدْرَأٍ ... فلم أُعْطَ شيئاً ولم أُمْنَعِ(٣)
  ودَرَأَ فلانٌ، إذا طَلَع مفاجَأةً، وهو من الباب، كأنّه اندرَأ بنفسه أي اندفع(٤). ومنه دارأْتُ فلاناً، إذا دافَعْتَه. وإذا ليّنْت الهمزة كان بمعنى الخَتْل والخِداع، ويرجعُ إلى الأصل الأوَّل الذي ذكرناه في دَرَيت وادَّريت. قال:
  فما ذا تَدّرِى الشُّعَراءُ منِّى ... وقد جاوزتُ حَدَّ الأربعينِ(٥)
  فأما الدّرْءُ، الذي هو الاعوجاج؛ فمن قياسِ الدّفْع؛ لأنّه إذا اعوجَّ اندفَعَ
(١) البيت للمثقب العبدي، كما في اللسان (دأر، وضمن). وقصيدته في المفضليات (٢: ٨٧ - ٩٣).
(٢) عمرو بن معديكرب. وقصيدة البيت الآتي في الأصمعيات ١٧ - ١٨ منسوبة إلى دريد بن الصمة. ونسبتها إلى عمرو بن معديكرب في الحماسة (١: ٤٤ - ٤٥). وانظر الا ان (درأ).
(٣) البيت للعباس بن مرداس كما في اللسان (درأ) والخزانة (١: ٧٣) حيث أنشد في الأخيرة قصيدة البيت.
(٤) في الأصل: «إذا اندفع».
(٥) لسحيم بن وثيل الرياحي، من أبيات في الأسحيات ٧٣. والبيت في اللسان (درى).