معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

باب الدال والراء وما يثلثهما

صفحة 273 - الجزء 2

  تقولُ إذا دَرَأتَ لها وَضِينِى ... أهذا دينُهُ أبداً ودِينِى⁣(⁣١)

  ومن الباب الدَّرِيثة: الحلقة التي يُتعلّم عليها الطَّعْن. قال عمرو⁣(⁣٢):

  ظلِلْتُ كَأنِّى للرِّماحِ دَرِيئَةٌ ... أُقاتِلُ عن أبناء جَرْمٍ وفَرَّتِ

  يقال: جاءَ السَّيل دَرْءا، إذا جاءَ من بلدٍ بعيد. وفلان ذُو تُدْرَأٍ، أي قوىٌّ على دفع أعدائه عن نفْسه. قال:

  وقد كنتُ في الحربِ ذا تُدْرَأٍ ... فلم أُعْطَ شيئاً ولم أُمْنَعِ⁣(⁣٣)

  ودَرَأَ فلانٌ، إذا طَلَع مفاجَأةً، وهو من الباب، كأنّه اندرَأ بنفسه أي اندفع⁣(⁣٤). ومنه دارأْتُ فلاناً، إذا دافَعْتَه. وإذا ليّنْت الهمزة كان بمعنى الخَتْل والخِداع، ويرجعُ إلى الأصل الأوَّل الذي ذكرناه في دَرَيت وادَّريت. قال:

  فما ذا تَدّرِى الشُّعَراءُ منِّى ... وقد جاوزتُ حَدَّ الأربعينِ⁣(⁣٥)

  فأما الدّرْءُ، الذي هو الاعوجاج؛ فمن قياسِ الدّفْع؛ لأنّه إذا اعوجَّ اندفَعَ


(١) البيت للمثقب العبدي، كما في اللسان (دأر، وضمن). وقصيدته في المفضليات (٢: ٨٧ - ٩٣).

(٢) عمرو بن معديكرب. وقصيدة البيت الآتي في الأصمعيات ١٧ - ١٨ منسوبة إلى دريد بن الصمة. ونسبتها إلى عمرو بن معديكرب في الحماسة (١: ٤٤ - ٤٥). وانظر الا ان (درأ).

(٣) البيت للعباس بن مرداس كما في اللسان (درأ) والخزانة (١: ٧٣) حيث أنشد في الأخيرة قصيدة البيت.

(٤) في الأصل: «إذا اندفع».

(٥) لسحيم بن وثيل الرياحي، من أبيات في الأسحيات ٧٣. والبيت في اللسان (درى).