معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

دسع

صفحة 280 - الجزء 2

  ينصبون الدّالَ في النّسب ويكسرونها في الطَّعام. قال الخليل: الادِّعاء أن تدَّعِىَ حقَّا لك أو لغيرك. تقول ادَّعَى حقًّا أو باطلا. قال امرؤ القيس:

  لا وأبيكِ ابنةَ العامِرِ ... ىِّ لا يَدَّعِى القومُ أنِّى أَفِرّ⁣(⁣١)

  والادِّعاء في الحرب: الاعتِزَاء، وهو أنْ تقول: أنا ابنُ فُلَانٍ قال:

  ... ونجِرُّ في الهَيْجَا الرّماحَ ونَدَّعِى⁣(⁣٢) ...

  وداعِية اللَّبن: ما يُترَك في الضَّرع ليدعُوَ ما بعدَه. وهذا تمثيلٌ وتشبيه.

  في الحديث أنّه قال للحالِب: «دَعْ داعِيَةَ اللَّبن».

  ثمّ يحمل على الباب ما يُضاهِيه في القياس الذي ذكرناه، فيقولون: دَعَا اللَّه فلاناً بما يَكرَهُ؛ أي أنزل به ذلك. قال:

  ... دَعَاكِ اللَّه من ضَبُعٍ بأفْعَى⁣(⁣٣) ...

  لأنَّه إذا فَعَل ذلك بها فقد أماله إليها.

  وتداعَت الحِيطان، وذلك إذا سقط واحدٌ وآخَرُ بَعده، فكأنَّ الأوَّل دعا الثاني. وربَّما قالوا: داعَيْناها عليهم، إذا هدمْناها، واحداً بعد آخَر. ودَوَاعِى الدَّهر: صُروفه، كأنّها تُميل الحوادث. ولبنى فُلانٍ أُدْعِيَّةٌ يتداعَوْن بها، وهي مثل الأغلوطة، كأنّه يدعو المسؤول إلى إخراج ما يعمِّيه عليه. وأنشد أبو عبيد عن الأصمعىّ:


(١) ديوان امرئ القيس ٤. وفيه: «فلا وأبيك» بدون الخرم.

(٢) للحادرة الذبياني. انظر المفضليات (١: ٤٣). وصدره كما فيها:

... ونقى بآمن؟ أحسابنا ...

وقد سبق في (جر ١: ٢١٤). وأنشده في اللسان (جرر).

(٣) نظيره في اللسان (قيس، دعا):

دعاك اللّه من قيس بأفعى ... إذا نام العيون سرت عليكا

والقيس: الذكر. وأنشد الجاحظ في الحيوان (١: ١٧٦/ ٤: ٢٥٨):

رماك من اللّه أير بأفعى ... ولا عافك من جهد البلاء.