معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

دمر

صفحة 300 - الجزء 2

  كَفَى حَزَناً أنِّى تطالَلْتُ كَىْ أَرَى ... ذُرَى عَلَمَىْ دَمْخ فما يُريَانِ⁣(⁣١)

دمر

  الدال والميم والراء أصلٌ واحد يدلُّ على الدُّخول في البيت وغيرِه. يقال دَمَرَ الرّجُل بيتَه، إذا دخَلَه. وفرَقَ ناسٌ بين أن يكون دخولُه بإذْنٍ أو غير إذْن، فقال أبو عُبيدٍ

  في حديث النبي عليه الصلاة والسلام: «مَن اطَّلَعَ في بيتِ قومٍ بغير إذْنٍ فقد دمر».

  أي دخل. قال أبو عبيد: هذا إذا كان بغير إِذْن، فإن كان بإذنٍ فليس بدُمُور. وهذا تفسيرٌ شرعىّ، وأمّا قِياس الكلمة فما ذكرناه أوَّلًا. ومنه قول أوس:

  فلاقَي عليه من صُبَاحَ مُدَمِّراً ... لناموسه من الصَّفيحِ سقَائفُ⁣(⁣٢)

  قال الشّيبانىُّ والأصمعىُّ: المدمِّر الداخل في القُتْرة. ويقال دَمَر القُنفذُ إِذا دخَلَ جُحْره. وقال ناسٌ: المدَمّر الصّائد يدخِّن بأوبار الإبلِ وغيرِها حتّى لا يَجد الصَّيدُ رِيحَه. والذي عندنا أنّ المدمّر هو الدّاخلُ قُتْرتَه، فإِذا دخَلَها دَخّن.

  وليس المدمِّر من نعت المُدَخِّن، والقياس لا يقتضيه. وقال اللَّه⁣(⁣٣): {دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكافِرِينَ أَمْثالُها}. والدَّمار: الهلاك. ويقال إن التّدْمُرِىَّ:

  ضَربٌ من اليَرابيع. فإن كان صحيحاً فهو القياس، لأنه يدمِّر في جِحَرَتِه.

دمس

  الدال والميم والسين أصلٌ واحد يدلُّ على خَفاء الشّى.

  ومن ذلك قولُهم: دَمَّسْتُ الشئ، إذا أخفَيْتَه. وأتانا بأُمورٍ دُمْس مثل دُبْس،


(١) البيت لطهمان بن عمرو الكلابي، كما في اللسان (دمخ)، وقصيدته في معجم البلدان (دمخ).

(٢) صباح بالضم: اسم لعدة قبائل. عليه، أي على «المنهل» في بيت قبله، وهو:

فأوردها التقريب والشد منهلا ... قطاه معيد كرة الورد عاطف

انظر الديوان ١٦. وفي اللسان: «عليها» تحريف، كما أن «صباح» ضبطت فيه بفتح الصادخطأ.

(٣) بدلها في الأصل: «ويقال» فقط.