معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

دبر

صفحة 324 - الجزء 2

  مِنْ دِبِّيحٍ، فهو من هذا، أي مقيمٍ في الدَّار مقبلٍ عليها، والحاء في هذه الكلمة أقيس من الجيم، لما ذَكرناه.

دبر

  الدال والباء والراء. أصل هذا الباب أنَّ جُلّه في قياسٍ واحد، وهو آخِر الشَّئ وخَلْفُه خلافُ قَبُلِه. وتشذّ عنه كلماتٌ يسيرة نذكرُها.

  فمعظم الباب أنَّ الدُّبُرَ خلافُ القُبُل. والدَّبِير: ما أدْبَرَتْ به المرأةُ من غزْلِها حين تفتِلُه. قال ابن السكِّيت: القَبِيل من الفَتْل: ما أقبَلْتَ به إِلى صدرك، والدَّبير: ما أدبَرْتَ به عن صدرك. ودابرةُ الطّائر: الإِصبع التي في مُؤخَّر رِجْله.

  وتقول: جعلتُ قولَه دَبْر أُذُنى، أي أغضَيْت عنه وَتصامَمْت، ودَبَر النَّهارُ وأدبَرَ⁣(⁣١)، وذلك إذا جاء آخِرُه، وهو دُبُره. ودبَّرْتُ الحديثَ عن فُلانٍ، إذا حدَّثتَ به عنه، وهو من الباب؛ لأنَّ الآخِر المحدِّثَ يَدْبُر الأوّلَ يجئُ خَلْفَه.

  ودابرة الحافر: ما حاذَى مؤخَّر الرُّسْغ. وقطَعَ اللَّهُ دابِرَهم، أي آخِرَ مَن بِقيَ منهم. والدّابر من السِّهام: الذي يخرُج من الهَدَف، كأنَّه وَلّى الرّامَى دُبُرَه، وقد دَبَرَ يَدْبُرُ دُبُوراً، والدَّبَرانُ: نجمٌ، سمِّى بذلك لأنَّه يَدْبُر الثّريّا.

  ودابَرْتُ فُلاناً: عاديتُه.

  وفي الحديث: «لا تَدَابَرُوا».

  وهو من الباب، وذلك أنْ يترُكَ كلُّ واحدٍ منهما الإقبالَ على صاحبه بوجْهه. والتدبير: أنْ يُدبِّر الإنسانُ أمرَه، وذلك أنَّه يَنظُر إلى ما تصير عاقبتُه وآخرُه، وهو دُبُره. والتَّدبير عِتْق الرّجُل عبدَه أو أمَتَه عن دُبُر، وهو أن يَعْتِقَ بعد موت صاحبِه، كأنَّه يقول:


(١) وفي بعض القراءات: (والليل إذا دبر)، في قوله تعالى {وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ} وكذا (والليل إذا أدبر). انظر تفسير أبى حيان (٨: ٣٧٨).