معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

باب ما جاء من كلام العرب على أكثر من ثلاثة أحرف أوله دال

صفحة 338 - الجزء 2

  ومن ذلك (الدَّلَهْمَسُ⁣(⁣١))، وهو الأسَد. قال أبو عُبيد: سمِّى بذاك لقوَّته وجُرْأته. وهي عندنا منحوتةٌ من كلمتين: من دَالَسَ وهَمَسَ. فدالَس⁣(⁣٢): أتى في الظَّلام، وقد ذكرناه، وهمس كأنّه غمس نَفْسَه فيه وفي كلِّ ما يريد. يقال:

  أسدٌ هموس. قال:

  فباتُوا يُدْلِجون وبات يَسْرِى ... بَصِيرٌ بالدّجَى هادٍ هَمُوسُ⁣(⁣٣)

  ومن ذلك (دَغْمَرْتُ) الحديثَ، إذا خلَطْتَه. قال الأصمعىّ في قوله:

  ... ولم يكُنْ مُؤْتَشَباً دِغْمَارا⁣(⁣٤) ...

  قال: المُدَغْمَر: الخفىّ. وهذه منحوتةٌ من كلمتين: من دغم، يقال أدغمت الحرف في الحرف إذا أخفيته فيه، وقد فسَّرناه، ومن دَغَر، إذا دخَلَ على الشّئ.

  وقد مضى.

  ومن ذلك (دَرْبَخَ⁣(⁣٥)) إذا تذلَّل. والدال فيه زائدة، وهو من دبخ، يقال:

  مشى حَتَّى تدبَّخَ، أي استرخَى.

  ومن ذلك (دَمْشَقَ) عملَه، إذا أسرَعَ فيه. والدال فيه زائدة، وإِنَّمَا هو مَشَق، وهو الطَّعْن السّريع، وقد فُسِّر في كتاب الميم.

  ومن ذلك (الدُّمَّرِغُ) وهو الأحمق، والدال فيه زائدة، وهو من المرْغ وهو ما يسيل من اللعاب، كأنّه لا يُمْسِك مَرْغَه.


(١) في الأصل: «الدلهس»، صوابه من المجمل واللسان.

(٢) في الأصل: «دلس» في هذا الموضع وسابقه، تحريف. انظر اللسان (دلس).

(٣) أنشد عجزه في اللسان (همس ١٣٨)، ونسبه إلى أبى زبيد الطائي.

(٤) لم ترد كلمة «دغمار» في المعاجم المتداولة، ولم أعثر على هذا الشاهد في مرجع آخر.

(٥) وردت هذه الكلمة وما بعدها بالحاء المهملة، في المجمل. وتستقيم اللغة والكلام بكل منهما.