معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

رأ

صفحة 382 - الجزء 2

  للعِنَب وغيرِه؛ لأنّه يُرَبُّ به الشئ. وفَرَسٌ مربوب. قال سلامة⁣(⁣١):

  ليسَ بأسْفَى ولا أقْنَى ولا سَغِلٍ ... يُسْقى دَواءَ قَفِىِّ السَّكْنِ مَرْبوبِ

  والرّبُّ: المُصْلِح للشّئ. واللَّه جلّ ثناؤُه الرَّبُّ؛ لأنه مصلحُ أحوالِ خَلْقه. والرِّبِّىُّ: العارف بالرَّبّ. وربَبْتُ الصَّبىَّ أرُبُّه، وربَّبْتُه أربِّبُه. والرَّبيبة الحاضِنة. ورَبيبُ الرَّجُل: ابنُ امرأَتِه. والرَّابُّ: الذي يقوم على أمر الرَّبيب.

  وفي الحديث: «يكرهُ أنْ يتزوَّج الرّجلُ امرأةَ رابَّهِ».

  والأصل الآخرُ لُزوم الشئِ والإقامةُ عليه، وهو مناسبٌ للأصل الأوّل.

  يقال أربَّت السّحابةُ بهذه البلدةِ، إذا دامَتْ. وأرْضٌ مَرَبٌّ: لا يزال بها مَطَرٌ؛ ولذلك سُمِّى السَّحاب رَباباً. ويقال الرَّباب السحاب المتعلِّق دون السَّحاب، يكون أبيضَ ويكون أسود، الواحدة رَبابة.

  ومن الباب الشّاةُ الرُّبَّى: التي تُحتَبسَ في البيت لِلَّبَنِ، فقد أربَّتْ، إذا لازمت البيتَ. ويقال هي التي وَضَعَتْ حديثاً. فإن كان كذا فهي التي تربَّى ولدها. وهو من الباب الأوّل. ويقال الإرباب: الدّنُوّ من الشَّئ. ويقال أربَّت الناقة، إذا لزِمت الفحلَ وأحبّتْه، وهي مُرِبٌّ.

  والأصل الثالث: ضمُّ الشئ للشَّئ، وهو أيضاً مناسبٌ لما قبله، ومتى أُنْعِمَ النَّظرُ كان الباب كلّه قياساً واحداً. يقال للخِرْقة التي يُجعل فيها القِدَاحُ رِبابَةٌ. قال الهذلىّ⁣(⁣٢):


(١) هو سلامة بن جندل. والبيت التالي من قصيدة في ديوانه ٧ - ١٢ والمفضليات (١:

١١٧ - ١٢٢). وفي الأصل: «الأعشى»، صوابه في المجمل واللسان.

(٢) هو أبو ذؤيب الهذلي. ديوانه ص ٦ والمجمل واللسان (ربب). وسيأتي في (فيض).