معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

باب الهمزة والتاء وما يثلثهما

صفحة 52 - الجزء 1

  فيه الماء إلى الحوض، والجمع الأَتِىُّ والآتَاءُ. والأَتِىُّ أيضا: السَّيل الذي يأتِى من بلدٍ غيرِ بلدك. قال النابغة:

  خَلَّتْ سَبِيلَ أَتِىٍّ كانَ يحبِسُه ... وَرَفَعَته إلى السَّجْفَينِ فالنَّضَدِ

  قال بعضهم: أراد أتِىّ النُّؤْى، وهو مَجراهُ. ويقال عَنَى به ما يحبِس المجرى من ورقٍ أو حشيش. وأتَّيت للماء تأتيةً إذا وجَّهت له مَجْرًى. اللِّحيانىّ:

  رجل أَتِىٌّ إذا كان نافذا. قال الخليل: رجلٌ أتىٌّ، أي غريبٌ في قومٍ ليس منهم. وأَتاوِىٌّ كذلك. وأنشد الأصمعي:

  لا تَعْدِلَنَّ أَتاوِيِّينَ تضْرِبُهُمْ ... نكْبَاءُ صِرٌّ بأصْحَاب المُحِلّاتِ⁣(⁣١)

  وفي حديث ثابت بن الدّحْدَاح⁣(⁣٢): «إنما هو أتِىٌّ فينا».

  والإِتاء: نَماء الزَّرع والنخل. يقال نخلٌ ذو إتاءٍ أي نماء. قال الفرّاء: أتَتِ الأرضُ والنخلُ أتْوًا، وأتى الماءُ إتاءً، أي كثُر. قال:

  وبعضُ القول ليس له عِناجٌ ... كسَيْل الماء ليس له إتَاءُ⁣(⁣٣)

  وقال آخر:

  هنالك لا أبالي نَخْلَ سَقْىٍ ... ولا بَعْلٍ وإنْ عظُمَ الإتاءُ⁣(⁣٤)


(١) روايات البيت وتخريجاته في حواشي الحيوان (٥: ٩٧) وسيأتي في (نكب).

(٢) في اللسان: «وروى أن النبي سأل عاصم بن عدي عن ثابت بن الدحداح وتوفى: هل تعلمون له نسباً فيكم؟ فقال: لا، إنما هو أتى فينا. قال: فقضى رسول اللّه بميراثه لابن أخته».

(٣) رواية اللسان: (عنج، أنى): «كمخض الماء».

(٤) السقي: ما شرب بماء الأنهار والعيون الجارية. والبعل، ما رسخت عروقه في الماء فاستغنى عن أن يسقى. والبيت لعبد اللَّه بن رواحة الأنصاري كما في اللسان (بعل، أتى، سقى). قال ابن منظور: «عنى بهنالك موضع الجهاد. أي أستشهد فأرزق عند اللَّه فلا أبالي نخلا ولا زرعاً».