معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

ريث

صفحة 464 - الجزء 2

  أَمِنَ المَنُونِ وَرَيْبِهِ تَتَوَجَّعُ ... والدّهُر ليس بمُعْتِبٍ مَن يجزعُ⁣(⁣١)

  فأمّا قولُ القائل:

  قضَيْنَا مِن تِهامةَ كلَّ ريبٍ ... ومَكَّةَ ثُمّ أَجْمَعْنا السُّيوفا⁣(⁣٢)

  فيقال إنّ الرَّيب الحاجة. وهذا ليس ببعيدٍ؛ لأنَّ طالبَ الحاجة شاكٌّ، على ما به من خوف الفَوْت.

ريث

  الراء والياء والثاء أصلٌ واحد، يدلُّ على البُطء، وهو الرَّيثُ: خِلاف العَجَل. قال لبيد:

  إنَّ تَقْوَى ربِّنا خيرُ نَفَلْ ... وبإِذْنِ اللَّهِ رَيْثِى وعَجَلْ⁣(⁣٣)

  تقول منه راثَ يَرِيث. واستَرَثْتُ فلاناً * استبطأتُه. وربّما قالوا:

  استَرْيَث، وليس بالمستعمَل. ويقال رجلٌ رَيَّثٌ، أي بطئ.

ريح

  الراء والياء والحاء. قد مضى مُعظَم الكلام فيها في الراء والواو والحاء، لأنَّ الأصل ذاك، والأصل فيما نذكر آنفا الواو أيضاً، غير أنّا نكتب كلماتٍ لِلَّفْظ. فالرِّيح معروفة، وقد مرَّ اشتقاقها. والرَّيحان معروف.

  والرَّيْحان: الرِّزْق.

  وفي الحديث: «إِنَّ الولدَ مِنْ رَيْحان اللَّه».

  والرِّيح: الغَلَبة والقُوّة، في قوله تعالى: {فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ}. وقال الشّاعر:

  أتَنْظُرَانِ قليلا ريْثَ غفلَتِهمْ ... أم تعْدُوان فإنَّ الرِّيح لِلْعَادِى⁣(⁣٤)

  وأصل ذلك كلِّه الواو، وقد مَضَى.


(١) لأبى ذؤيب الهذلي، وهو مطلع أول قصيدة له في ديوانه. المفضليات (٢: ٢٢١).

(٢) لكعب بن مالك الأنصاري، في اللسان (ريب)، وقصيدته في السيرة ٨٧٠ جوتنجن.

(٣) مفتح قصيدة له في ديوانه ١١ طبع ١٨٨١.

(٤) يروى لتأَبط شِراً، وللسليك بن السلكة، والأعشى فهم. انظر اللسان (٣: ٢٨٣).