معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

باب الهمزة والثاء وما يثلثهما

صفحة 56 - الجزء 1

  وذاتِ أَثارةٍ أكلَتْ عليهَا ... نَباتاً في أكِمَّتِهِ تُؤَامَا⁣(⁣١)

  قال الخليل: الأَثْرُ في السيف شبه الذي يقال له الفِرنْد، ويسمَّى السيفُ مأثوراً لذلك. يقال منه أَثَرْتُ السيف آثُرُهُ أَثْراً إذا جلَوْتَه حتى يبدُوَ فِرِنْدُه. الفرّاء: الأثر مقصور⁣(⁣٢) بالفتح أيضا. وأنشد:

  جَلَاها الصَّيْقلونَ فأبْرَزُوها ... فجاءت كلُّها يَتَقِى بأَثْرِ⁣(⁣٣)

  قال: وكان الفرّاء يقول: أثَرُ السيف محرّكة، وينشد:

  كأنَّهُمْ أسْيُفٌ بِيضٌ يمانِيَةٌ ... صَافٍ مضاربُها باقٍ بها الأَثَرُ⁣(⁣٤)

  قال النَّضر: المأثورة من الآبار التي اخْتُفِيت قَبلَك⁣(⁣٥) ثم اندفَنتْ ثم سقَطْتَ أنت عليها فرأيْتَ آثار الأرْشيةِ والحِبال، فتلك المأثورةُ. حكى الكلبىّ أثِرْت بهذا المكان أي ثبتُّ فيه. وأنشد:

  فإنْ شئتَ كانَتْ ذِمّةُ اللَّهِ بيننا ... وأعْظَمُ مِيثاقٍ وعَهْد جِوارِ

  مُوادغةً ثم انصرفْتُ ولم أدَعْ ... قَلُوصِى ولم تَأْثَرْ بسُوءِ قَرَارِ

  قال أبو عمرو: طريق مأثورٌ أي حديث الأثَر. قال أبو عُبيد:


(١) روى البيت في اللسان (أثر ٦٢) للشماخ وقافيته فيه «ففارا». والبيت بروايتيه ليس في ديوان الشماخ.

(٢) أي مقصور الهمزة لا ممدودها.

(٣) البيت لخفاف بن ندبة كما في اللسان. يتقى، مخفف يتقى.

(٤) ويروى:

«عضب مضاربها.. .»

و

«بيض مضاربها.. .»

كما في اللسان.

(٥) اختفيت بالبناء للمفعول: استخرجت وأظهرت.