معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

ربع

صفحة 479 - الجزء 2

  قومٌ رِباطُ الخَيْلِ وَسْطَ بُيوتِهمْ ... وأسِنَةٌ زُرْقٌ يُخَلْنَ نُجومَا

  ويقال: قطع الظَّبْىُ رِباطَه، أي حِبالَتَه. وذُكر عن الشَّيبانىّ: ماءٌ مترابِط، أي دائمٌ لا يَبرح. قالوا: والرَّبيط: لقب الغَوْث بن مُرّ⁣(⁣١). فأمّا قولُهم للتّمر رَبِيطٌ، فيقال إنه الذي يَيْبَس فيصبُّ عليه الماء. ولعل هذا من الدَّخيل، وقيل إنه بالدال، الرَّبيد، وليس هو بأصل.

ربع

  الراء والباء والعين أصولٌ ثلاثة، أحدها جزءٌ من أربعة أشياء، والآخر الإقامة، والثالث الإشالة والرَّفْع.

  فأمَّا الأوَّل فالرُّبْع من الشئ. يقال رَبَعْتُ القومَ أرْبَعُهم، إذا أخَذْتَ رُبْعَ أموالِهم ورَبَعْتُهم أربِعُهم⁣(⁣٢)، إِذا كنت لهم رابعاً. والمِرْباع من هذا، وهو شئ كان يأخذه الرئيس، وهو رُبع المَغْنَم. قال عبد اللَّه⁣(⁣٣) بن عَنمة الضّبّى:

  لك المِرْباع منها والصفايا ... وحُكمك والنَّشيطة والفضولُ⁣(⁣٤)

  وفي الحديث: «لَمْ أجْعَلْك تَرْبَعُ».

  أي تأخذ المِرْباع. فأما قول لبيد:

  ... أعطِفُ الجَوْنَ بمربُوعٍ مِتَلّ⁣(⁣٥) ...

  قولان: أحدهما أنه أراد الرُّمح وهو الذي ليس بطويل ولا قصير، كما يقال رجل رَبْعَة من الرِّجال. ومَن قال هذا القولَ ذهب إلى أنّ الباء بمعنى مع، كأنه


(١) في القاموس (ربط): «لقب الغوث بن مر بن طابخة؛ لأن أمه كانت لا يعيش لها ولد فذرت لئن عاش لنربطن برأسه صوفة ولتجعلنه ربيط الكعبة».

(٢) يقال فيها بضم باء المضارع، وفتحها وكسرها.

(٣) في الأصل: «عبيد اللّه»، تحريف. انظر المفضليات (٢: ١٧٨).

(٤) البيت من أبيات ثمانية رواها أبو تمام في الحماسة (١: ٤٢٠).

(٥) صدره كما سبق في (ربط):

... رابط الجأش على فرجهم ... .