معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

زعم

صفحة 10 - الجزء 3

  ورُبَّما حُمِل على هذا فسُمِّى المتضوِّر من الجُوع زَعِلًا.

زعم

  الزاء والعين والميم أصلان: أحدهما القولُ من غير صِحَّةٍ ولا يقين، والآخر التكفُّل بالشئ.

  فالأوّل الزَّعْم والزُّعْم⁣(⁣١). وهذا القولُ على غير صحّة. قال اللَّه جلّ ثناؤُه:

  {زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا}. وقال الشَّاعر⁣(⁣٢):

  زَعمتْ غُدانَةُ أنَّ فيها سيّدا ... ضَخْماً يُوَارِيهِ جَناحُ الجُنْدَبِ

  ومن الباب: زَعَم في غير مَزْعَم، أي طمِع في غير مَطْمَع. قال:

  زَعْمًا لعَمْرُ أبيكِ ليس بمَزْعَمِ⁣(⁣٣)

  ومن الباب الزَّعُوم، وهي الجَزُور التي يُشَكُّ في سِمنها فتُغْبَطُ بالأيدي⁣(⁣٤).

  والتَّزَعُّم: الكذب.

  والأصل الآخر: زَعَم بالشّئ، إذا كَفَلَ به. قال:

  تعاتِبُنى في الرِّزْق عِرسى وإنّما ... على اللَّه أرزاقُ العبادِ كما زَعَمْ⁣(⁣٥)

  أي كما كَفل. ومن الباب الزَّعَامة، وهي السيِّادة؛ لأنّ السيِّد يَزْعُمُ بالأمور،


(١) والزعم أيضا، بالكسر، هو مثلث الزاي.

(٢) هو الأبيرد الرياحي يهجو حارثة بن بدر الغدانى. انظر الأغانى (١٢: ١٠) والحيوان (٣: ٣٩٨/ ٦: ٣٥١) وثمار القلوب ٣٢٥. وقيل هو زياد الأعجم. انظر الكنايات للجرجاني ١٢٩.

(٣) لعنترة بن شداد في معلقته. وصدره:

علقتها عرضا وأقتل قومها.

(٤) غبط الشاة والناقة يغبطهما غبطا، إذا جسمها لينظر سمنهما من هزالهما.

(٥) لعمرو بن شاس، كما في اللسان. (زعم). ورواية صدره فيه:

تقول هلكنا إن هلكت وإنما.