معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

سن

صفحة 61 - الجزء 3

  ومما اشتقّ منه السُّنَّة، وهي السِّيرة. وسُنَّة رسول اللَّه #: سِيرته.

  قال الهذلىّ⁣(⁣١):

  فلا تَجْزَعَنْ من سُنَّةٍ أنت سرْتَها ... فأوَّلُ راضٍ سُنَّةً مَن يسيرُها

  وإنما سمِّيَت بذلك لأنها تجرى جريًا. ومن ذلك قولهم: امضِ على سَنَنِك وسُنَنِك⁣(⁣٢)، أي وجهك. وجاءت الريح سَنائنَ، إذا جاءتْ على طريقة واحدة.

  ثمَّ يحمل على هذا: سنَنْتُ الحديدة أسُنُّهَا سَنًّا، إذا أمْرَرْتَهَا على السِّنَان.

  والسِّنَان هو المِسَنّ. قال الشاعر:

  سِنَانٌ كحدِّ الصُّلَّبىِّ النَّحِيضِ⁣(⁣٣)

  والسِّنان للرُّمح من هذا؛ لأنّه مسنون، أي ممطول محدّد. وكذلك السَّناسِنُ، وهي أطراف فَقار الظهر، كأنّها سُنّت سَنًّا.

  ومن الباب: سِنُّ الإنسانِ وغيره مشبّه بسنان الرّمح. والسَّنون: ما يُسْتاك به؛ لأنَّه يُسَنُّ به الأسنان سَنًّا. فأمّا الثّور⁣(⁣٤). فأمّا قولهم: سَنَّ إبلَه، إذا رعاها، فإِنّ معنى ذلك أنّه رعاها حتّى حسُنَت بَشَرتُها، فكأنها قد صُقِلَتْ صَقْلًا، كما تُسنّ الحديدة. هذا معنى الكلام، ويَرجِعُ إلى الأصل الذي أصّلناه:


(١) هو خالد بن زهير الهذلي. انظر ديوان أبى ذؤبب ١٥٧، ونسخة الشنقيطي من الهذليين ٣٠. وفي اللسان: «خالد بن عتبة الهذلي».

(٢) ويقال أيضا بفتح فكسر، وبضمتين.

(٣) لامرئ القيس في ديوانه ١١٠ واللسان (نحض، صلب). وصدره:

يبارى شباة الرمح خد مذلق.

(٤) كذا في الأصل.