معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

سر

صفحة 68 - الجزء 3

  لو يُشِرُّون مَقتلى

  أي لو يظهرون. يقال أشْرَرت الشئَ، إذا أبرزتَه، ومن ذلك قولهم أشْرَرت اللحمَ للشّمس. وقد ذُكر هذا في بابه.

  وأمّا الذي ذكرناه من مَحض الشئ وخالِصِه ومستقرّه، فالسِّر: خالص الشئ.

  ومنه السُّرور؛ لأنه أمرٌ خالٍ من الحزْن. والسُّرَّة: سُرَّة الإنسان، وهو خالص جسمه وليّنه. ويقال قطع عن الصبى سِرَرُه⁣(⁣١)، وهو [السُّرُّ]⁣(⁣٢)، وجمعه أسِرَّة.

  قال أبو زيد: والسِّرَر: الخطّ من خطوط بطن الراحة. وسَرَارَة الوادي وسِرُّه:

  أجوده. وقال الشاعر:

  هَلَّا فوارسَ رحرحانَ هجوتَهم ... عُشَراً تناوَحَ في سرَارَة وادِ

  يقول: لهم منظر وليس لهم مخبر. والسَّرَرُ: داءٌ يأخذ البعير في سُرَّته. يقال بعيرٌ أسَرّ. والسَّرُّ: مصدر سررت الزَّنْدَ، وذلك أن يبقى أسَرَّ، أي أجوف، فيُصلَح.

  يقال سُرَّ زَنْدُك فإنّه أسرُّ. ويقال قَنَاة سَرَّاءُ، أي جوفاء. وكل هذا من السُّرَّة والسَّرَر، وقد ذكرناه.

  فأمَّا الأسارير، وهي الكسور التي في الجبهة، فمحمولةٌ على أسارير السُّرَّة، وذلك تكسُّرها.

  وفي الحديث: «أنّ النبي ÷ دخل على عائشة تبرقُ أساريرُ وجهه».

  ومنه أيضاً مما هو محمولٌ على ما ذكرناه: الأسرار:

  خطوط باطن الراحة، واحدها سِرّ. والأصل في ذلك كلّه واحد. قال الأعشى:


(١) يقال بالتحريك، وبكسر ففتح.

(٢) التكملة من المجمل.