معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

سنخ

صفحة 105 - الجزء 3

سنخ

  السين والنون والخاء أصلٌ واحد يدلُّ على أصل الشئ.

  فالسِّنْخ: الأصل وأسنَاخُ⁣(⁣١) الثنايا: أصولُها. ويقال سَنَخ الرجل في العِلم سُنوخاً أي علِمَ أصولَه. فأمّا قولهم سَنِخَ الدُّهن، إذا تغيَّر، فليس بشئ.

سند

  السين والنون والدال أصلٌ واحد يدلُّ على انضمام الشئ إلى الشئ. يقال سَنَدتُ إلى الشئ أسْنُدُ سنوداً، واستندت استناداً. وأسندتُ غيرى إسناداً. والسِّناد: النّاقة القويّة، كأنّها أُسنِدت من ظهرها إلى شئٍ قوىّ.

  والمُسْنَدُ: الدهر؛ لأن بعضَه متضامّ. وفلان سَنَدٌ، أي معتمَدٌ. والسَّنَد: ما أقبل عليك من الجبل، وذلك إذا علا عن السَّفْح. والإِسناد في الحديث: أن يُسْنَد إِلى قائله، وهو ذلك القياس. فأمّا السِّناد الذي في الشعر فيقال إِنّهُ اختلافُ حركتي الرِّدفين. قال أبو عبيدة: وذلك كقوله:

  كأنّ عيونَهن عيونُ عِينِ⁣(⁣٢)

  ثم قال:

  وأصبح رأسُه مثل اللُّجَيْنِ⁣(⁣٣)

  وهذا مشتق من قولهم: خرج القوم متسانِدين، إذا كانوا على راياتٍ شتى.

  وهذا من الباب؛ لأنّ كلَّ واحدةٍ من الجماعة قد ساندت رايةً.


(١) في الأصل والمجمل. «سناخ» صوابه، من اللسان والجمهرة.

(٢) البيت لعبيد بن الأبرص في ديوانه ٤٥ واللسان (سند). وصدره:

فقد ألج الخباء على جوار.

(٣) صواب إنشاد البيت بتمامه:

فإن يك فاتنى أسفا شبابي ... وأضحى الرأس منى كاللجين

لكن كذا ورد إنشاده في المجمل والمقاييس والصحاح. ويروى: «كاللجين» بفتح اللام، وهو ورق الشجر يخبط، فهو لونان: رطب ويابس.