معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

سحر

صفحة 138 - الجزء 3

باب السين والحاء وما يثلثهما

سحر

  السين والحاء والراء أصول ثلاثة متباينة: أحدها عضْوٌ من الأعضاء، والآخر خَدْعٌ وشِبههُ، والثالث وقتٌ من الأوقات.

  فالعُضو السَّحْر، وهو ما لَصِق بالحُلقوم والمَرِئ من أعلى البطن. ويقال بل هي الرِّئة. ويقال منه للجبان: انتفَخَ سَحْرُه. ويقال له السُّحْر والسَّحْر والسَّحَر.

  وأمّا الثّانى فالسِّحْر، قال قوم: هو إخراج الباطل في صورة الحقِّ، ويقال هو الخديعة. واحتحُّوا بقول القائل:

  فإنْ تسألِينا فيم نحنُ فإننا ... عصافيرُ من هذا الأنام المسحَّرِ⁣(⁣١)

  كأنّه أراد المخدوع، الذي خدعَتْه الدُّنيا وغرَّتْه. ويقال المُسَحَّر الذي جُعِل له سَحْر، ومن كان ذا سَحْر لم يجد بُدًّا من مَطعَم ومشرب.

  وأمّا الوقت فالسَّحَر والسُّحْرة، وهو قَبْل الصُّبح⁣(⁣٢). وجمع السَّحَر أسحار.

  ويقولون: أتيتُك سَحَرَ، إذا كان ليومٍ بعينه. فإن أراد بكرةً وسَحَراً من الأسحار قال: أتيتك سَحَراً

سحط

  السين والحاء والطاء كلمة. يقولون: السَّحط: الذَّبْح الوَحِىّ⁣(⁣٣).


(١) البيت للبيد بن رببعة كما في ديوانه ٨١ طبع ١٨٨٠ والبيان (١: ١٧٩ مكتبة الجاحظ) والحيوان (٥: ٢٢٩/ ٧: ٦٣) واللسان (سحر).

(٢) في المجمل: «والسحر قبيل الصبح».

(٣) الوحي: العاجل السريع.