معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

شيع

صفحة 235 - الجزء 3

  ومن المشتققّ من هذا: استشاط الرَّجلَ، إذا احتدَّ غضَباً. ويقولون: ناقةُ مِشياط، وهي التي يطير فيها السِّمَن.

  ومن الباب الشَّيطان، يقارب الياء فيه الواو، يقال شاط يَشِيط، إِذا بَطَل.

  وأشاطَ السُّلطانُ دمَ فلانٍ، إذا أبطَلَه. وقد مضى الكلامُ في اشتقاقِ اسم الشَّيطان.

شيع

  الشين والياء والعين أصلان، يدلُّ أحدُهما على معاضدة ومساعفة، والآخر على بَثٍّ وإشادة.

  فالأوّل: قولُهم شَيَّعَ فلانٌ فلاناً عند شُخوصه. ويقال آتِيكَ غداً أو شيْعَه، أي اليوم الذي بعده، كأنَّ الثّانى مُشيِّع للأوّل في المضىّ. وقال الشّاعر⁣(⁣١):

  قال الخليطُ غداً تَصَدُّعُنا ... أو شَيْعَه أفلا تُوَدِّعُنا

  ويقال للشجاع: المشيَّع؛ كأنَّه لقُوَّته قد قَوِى وشُيِّع بغيره، أو شُيِّع بقُوّة.

  وزعم ناسٌ أنَّ الشَّيْعَ شِبل الأسد، ولم أسمعْه من عالمٍ سَماعاً. ويقول ناس: إنَّ الشَيْع المِقدار، في قولهم: أقام شهراً أو شَيْعَه. والصَّحيح ما قلته، في أنّ المشيِّع هو الذي يُساعِد الآخَر ويقارنه. والشِّيعة: الأعوان والأنصار.

  وأما الآخَر [فقولهم]. شاع الحديث، إذا ذاع وانتشر. ويقال شَيَّع الراعي إبلَه، إذا صاح فيها. والاسم الشِّيَاع: القصبة التي ينفُخ فيها الراعي. قال:

  حنينَ النِّيبِ تَطربُ للشِّياع

  ومن الباب قولهم في ذلك: له سهم شاثع، إذا كان غير مقسومٍ. وكأنّ من له⁣(⁣٢)


(١) هو عمر بن أبي رببعة. ديوانه ١٠٦ واللسان (شيع).

(٢) في الأصل: «وكأنه من الأول».