معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

شذر

صفحة 257 - الجزء 3

باب الشين والذال وما يثلثهما

شذر

  الشين والذال والراء أصلان: أحدهما يدلُّ على تفرُّقِ شئٍ وتميَّزِه. والآخَر على الوعيد والتسرُّع. من ذلك قولُ العرب: تفرّق القومُ شَذَر مذَر، إذا تبدَّدُوا في البلاد. ومنه الشَّذْرة: قطعة من ذَهَب.

  وأمّا الأصل الآخَر فالتشذُّر، وهو كالنَّشاط والتسرُّع للأمر. وتشذَّرَ القومُ في الحرب: تطاوَلوا. وتشَذّرت النّاقة: حَرّكَتْ رأسَها فَرَحا. والتشذُّر: الوعيد؛ ومنه

  حديث سليمان بن صُرَد، أنَّه بلغه عن علىّ # قولٌ «تَشَذَّرَ فيه⁣(⁣١)».

  فأما قولهم إٍنّ التشذّر الاستثفار بالثَّوب، فذلك من قياس الباب الذي ذكرناه، وكأنَّه وُصِف بالجِدّ في أمره فقيل تشذَّر. ومنه: أتَى فلان فرسَه فتشذَّره، أي ركِبه من ورائه.

شذم

  الشين والذال والميم ليس بشئ، وذكروا فيه كلمةً يقال إنّها من المقلوب. قالوا: الشَّيذمان الذي في قول الطرماح:

  فَرَاها الشَّيذُمانُ عن الجَنِينِ⁣(⁣٢)

  يقال إنّما هو الشَّيْمُذان.


(١) في اللسان: «بلغني عن أمير المؤمنين ذرء من قول، تشذر لي فيه بشتم وإيعاد، فسرت إليه جوادا. أي مسرعا».

(٢) صدره في الديوان ١٧٩ واللسان (شذم):

على حولاء يطفو السخد منها.