معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

صفو

صفحة 292 - الجزء 3

صفو

  الصاد والفاء والحرف المعتلّ أصلٌ واحد يدلُّ على خلوصٍ من كلِّ شَوب. من ذلك الصَّفاءُ، وهو ضدُّ الكَدَر؛ يقال صفا يصفو، إذا خَلَص. يقال لك صَفْوُ هذا الأمر وصِفْوته. ومحمَّد صِفوة اللَّه تعالى وخِيرَتُه من خَلْقه، ومُصطفاهُ ÷. والصَّفِىُّ: ما اصطفاه الإمام من المَغْنم⁣(⁣١) لنفسه، وقد يسمَّى بالهاء الصَّفِيَّة، والجمع الصَّفَايا. قال:

  لك المِرْبَاعُ منها والصَّفَايا ... وحُكْمُكَ والنَّشيطةُ والفُضُولُ⁣(⁣٢)

  والصَّفِيَّة والصَّفِىّ، وهو بغير الهاء أشهر: النّاقةُ الكثيرة اللّبَن، والنَّخْلة الكثيرةُ الحَمْل، والجمع الصَّفايا. وإٍنَّما سُمِّيت صفيًّا لأنّ صاحبَها يصطفيها.

  ومن الباب قولهم: أصْفت الدَّجاجةُ، إذا انقطع بيضُها، إصفاءً. وذلك كأنَّها صَفَت أي خَلَصت من البَيْض، ثم جُعِل ذلك على أفْعَلَتْ فرقاً بينها وبين سائر ما في بابها، وشبّه بذلك الشَّاعِرُ إذا انقطع شِعْرُه.

  ومن الباب الصَّفَا، وهو الحجر الأمْلَس، وهو الصَّفْوانُ، الواحدة صَفوانةٌ.

  وسمِّيت صفوانَةً لذلك، لأنَّها تَصفُو من الطِّين والرَّمْل. قال الأصمعىُّ: الصَّفْوان والصَّفْواءُ والصَّفَا، كله واحد. وأنشد:

  كما زَلَّتِ الصَّفْواء بالمتنزِّلِ⁣(⁣٣)

  ويقال يومٌ صفوانُ، إذا كان صافِىَ الشمس شديدَ البَرْدِ.


(١) في الأصل: «من الغنم»، وأثبت ما في المجمل.

(٢) البيت لعبد اللّه بن عنمة الضبي، كما سبق في (ربع). وهو من أبيات تمانية رواها أبو تمام في الحماسة (١: ٤٢٠). وأنشده في اللسان (ربع، صفا، نشط، فضل). وسيأتي في (نشط).

(٣) لامرئ القيس في معلقته. وصدره:

كميت يزل اللبد عن حال متنه.