معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

صفح

صفحة 293 - الجزء 3

صفح

  الصاد والفاء والحاء أصلٌ صحيحٌ مطَّرد يدلُّ على عَرْض وعِرَض. من ذلك صَفْح الشَّئ: عُرْضُه. ويقال رأس مُصْفَحٌ: عريض.

  والصفيحة: كلُّ سيفٍ عريض. وصَفحتا السَّيف: وَجْهاه. وكلُّ حجرٍ عريضٍ صفيحةٌ، والجمع صفائِح. والصُّفَّاح: كلُّ حجرٍ عريض. قال النَّابغة:

  تقدُّ السَّلوقىَّ المضاعفَ تسجُه ... ويُوقِدْن بالصُّفّاح نارَ الحُباحبِ⁣(⁣١)

  ومن الباب: المصافحةُ باليد، كأنَّه ألصق يدَه بصَفحةِ يدِ ذاك. والصَّفْح:

  الجنْب. وصَفحا كلِّ شئ: جانِباه. فأمّا قولهم: صفَحَ عنه، وذلك إعراضاً عن ذنْبه، فهو من الباب؛ لأنَّه إذا أعرض عنه فكأنه قد ولَّاه صَفحتَه وصُفحه، أي عُرضه وجانِبَه، وهو مَثَلٌ.

  ومن الباب: صفَحت الرّجلَ وأصفحتُه، إذا سألك فمنعتَه⁣(⁣٢). وهو من أنّك أريتَه صَفحتَك مُعْرِضاً عنه. ويقال: صفحتُ الإِبلَ على الحوض، إذا أمررتَها عليه، وكأَنَّك أريتَ الحوضَ صَفَحاتِها، وهي جُنوبُها.

  ومما شذّ عن الباب قولُهم: صفحت الرجل صفحاً، إذا سقيتَه أىَّ شرابٍ كان ومتى كان.

صفد

  الصاد والفاء والدال أصلان صحيحان: أحدُهما عَطاءٌ، والآخَر شَدُّ بشئ.


(١) ديوان النابغة ٧ برواية: «وتوقد».

(٢) فرق بينهما ابن الأثير فقال: «يقال صفحته، إذا أعطيته، وأصفحته إذا حرمته».