معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

صقر

صفحة 298 - الجزء 3

  وأمّا الصَّوت⁣(⁣١) فقولهم صقَع الدِّيك يصقَع. ومن الباب خطيب مِصقعٌ، إذا كان بليغاً، وكأنّه سمِّى بذلك لجهارة صوته.

  وأمَّا الأصل الثالث، في غِشيان الشَّئِ الشئَ، فالصِّقَاع، وهي الخرْقة التي تتغشَّاها المرأةُ في رأسها، تقى بها خِمَارَها الدُّهنَ. والصقيع: البَرْد المحرِق للنَّبات فهذا يصلح في هذا، كأنَّه شئٌ غَشَّى النَّبات فأحرَقه، ويصلح في باب الضَّرب.

  ومن الباب العُقاب الصَّقْعاء: البيضاء الرّأس: كأنَّ البياضَ غشَّى رأسَها.

  ويقال الصِّقَاع البُرْقُع. والصِّقَاع: شئٌ يشدُّ به أنفُ الناقة. قال القُطامىّ:

  إذا رأسٌ رأيتُ به طِماحاً ... شددتُ له الغمائمَ والصِّقاعا⁣(⁣٢)

  ومنه الصَّقَع، مثل الغَشْى يأخذ الإِنسانَ من الحرّ، في قول سويد:

  يأخُذ ... السَّائرَ فيها كالصَّقَعْ⁣(⁣٣)

  ومن الباب الصاقِعة، فممكن أن تُسمَّى بذلك لأنها تَغْشى. وممكن أن يكون من الضَّرْب. فأما قولُ أوس:

  يابَا دُلَيْجةَ من لَحىٍ مفرَدٍ ... صقِع من الأعداءِ في شَوَّالِ⁣(⁣٤)

  فقال قوم: هذا الذي أصابه من الأعداء كالصاقعة. والصَّوقَعة: العِمامة؛ لأنَّها تُغَشِّى الرأس.


(١) في الأصل: «الصقع»، تحريف.

(٢) ديوان القطامي ٤٥ واللسان (صقع).

(٣) صدره كما في المفضليات (١: ١٩١) واللسان (صقع):

في حرور ينضج اللحم بها.

(٤) في ديوان أوس بن حجر ٢٣ واللسان (صقع): «أأبا دليجة» ورواية المقاييس هذه بحذف همزة الأب، كما جاء في قوله:

يابا المغيرة والدنيا مغيرة ... وإن من غرت الدنيا لمغرور.