معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

ضبع

صفحة 387 - الجزء 3

  عُذافرة ضَبْطاء تَخْدِى كأنّها ... فَنِيقٌ غَدَا يَحوى السَّوامَ السَّوارحا⁣(⁣١)

  وفي الحديث: «أنّه سُئل عن الأضبط».

ضبع

  الضاد والباء والعين أصلٌ صحيح يدلُّ على معانٍ ثلاثة:

  أحدها جنسٌ من الحيوان، والآخر عضو من أعضاء الإنسان، والثالث صِفة من صِفة النُّوق.

  فالأوَّل الضَّبُع، وهي معروفة، والذكر ضِبْعان،

  وفي الحديث: «فإذا هو بضِبْعانٍ أمْدَر⁣(⁣٢)».

  ثم يستعار ذلك فيُشبَّه السنةُ المجدِبة به، فيقال لها الضَّبُع.

  وجاء رجلٌ فقال: «يا رسولَ اللَّه، أكلَتْنَا الضّبُع».

  أراد السّنةَ التي تسميها العرب الضَّبُع؛ كأنَّها تأكلهم كما تأكل الضّبُعُ. قال:

  أبا خُراشة أمّا أنت ذا نَفَرٍ ... فإنّ قومىَ لم تأكُلْهم الضّبعُ⁣(⁣٣)

  وأمّا العُضو فضَبْع اليد، واشتقاقها من ضَبْع اليد وهو المدّ. والعرب تقول:

  ضَبَعتِ الناقة وضبَّعت تضبيعا، كأنّها تمدُّ ضَبْعَيها. قال أبُو عبيد: الضَّابع: التي ترفع ضَبْعها في سيرها.

  ومما يشتقُّ من هذا: الاضطباع بالثَّوب: أن يُدخِل الثّوبَ من تحت * يده اليمنى فيلقيَه على مَنكِبه الأيسر. ومنه الضِّباع، وهو رفع اليدين في الدُّعاء.

  قال رؤبة:


(١) لمعن بن أوس المزنى في اللسان (ضبط). وكلمة «غذا» ساقطة من الأصل.

(٢) الأمدر: الذي في جسده لمع من سلحه. ويقال لون له.

(٣) لعباس بن مرداس، كما في اللسان (ضبع). وهو من شواهد النحويين لحذف «كان» بعد «أن» وتعويض «ما» عنها.